مذيعة بورتسودان المتميزة "هدى محمد" لـ(المجهر): أنفقنا رمضان والعيد بين العمل واللجوء إلى ثلاجات الفاكهة وكابينات الصراف الآلي
العمل الإعلامي، ولا سيما العمل الإذاعي، شاق خاصة في المناسبات الوطنية والدينية، وتلك المرتبطة بأحداث كبيرة أو مهرجانات ضخمة.. هكذا ابتدرت المذيعة بإذاعة بورتسودان “هدى محمد عمر” حديثها معنا، قبل أن تؤكد أن جل المذيعين والطاقم العامل بالإذاعة يبذلون قصارى جهدهم لخدمة المجتمع حتى خلال العيد الذي يعدّ فترة مثالية للتواصل مع الجمهور وتقديم الجيد والجديد له، ما يعني أن لا إجازة ولا راحة شخصية.. لذلك يطلقون على الإعلام مهنة المتاعب.
ولأن إعلاميي الولايات دائماً ما تحجبهم صحافة (المركز) عن معجبيهم وتشيح عنهم، ربما لضعف إمكانياتها أو لأسباب أخرى متصلة بسياستها وخططها، رأينا في (المجهر) الوصول إلى من نستطيع منهم، لعلنا نرمي حجراً صغيراً يحرك ساكن أنشطتهم المهمة ويعكسها لقرائنا الكرام، لعلهم يجدون فيها أشياء لم تكن في حسبانهم أو كانت غائبة عنهم، فإلى الحوار.
{ رهان الصوت.. هل يكفي؟
المذيعة “هدى محمد” أوضحت أن إذاعة البحر الأحمر شهدت أيام رمضان وعيد الفطر المنصرمين برمجة خاصة للتواصل مع المستمعين تحت عنوان (أسرتنا بخير)، وهي فترة منوعات نحسبها كانت خفيفة على المستمع، مضيفة إن المذيع أو مقدم برامج المنوعات مرهون لدى مستمعيه بالصوت الذي يترك مساحة من الصورة الذهنية لدى المتلقي، وكثير من المستمعين والمتابعين يتعرفون على المذيعين من أصواتهم، ما يخلق صلات قوية متبادلة بينهم.
ومضت الأستاذة “هدى” قائلة: إن مواصفات المذيع الناجح هي الاطلاع وكيفية إدارة النقاش والإلمام بمعلومات كافية عن ضيف البرنامج قبل الحوار، ونصحت المذيعين بالابتعاد عن كل ما يضر بالصوت، وعدم السهر وتناول المثلجات الباردة والمحافظة عليه بالتمارين المتواصلة.
{ الاستجارة بثلاجات الفاكهة والصرافات الآلية!!
واسترجعت “هدى” بعض ذكرياتها الخاصة مع العيد، فأشارت إلى أن العيد كان يعني لها منذ طفولتها الباكرة ذكرى جميلة مليئة باللعب والمرح كما الأطفال الآخرين، ولا يكتمل إلا بالملابس الجديدة، وعندما كبرت أصبح بالنسبة لها يعني مساحة للتصافي وصلة الأرحام وزيارة الأصدقاء وهو سانحة لا تعوض، هذا إن وجد الإعلاميون سبيلاً إليها.
وكشفت “هدى” عن أن مجتمع بورتسودان متماسك في نسيجه الاجتماعي، وقالت ضاحكة: إن (جلسات القهوة) في جماعات دليل على إنسان الشرق كائن اجتماعي من طراز فريد. وعن رمضان قالت: في الثلاث سنوات الأخيرة شهدت بورتسودان (رمضانات) في صيف حارق جعل الناس يبحثون عن وسائل تعصمهم من الحر الشديد حتى ثلاجات حفظ الفواكه، والرطوبة العالية جعلت الناس يستجيرون بمكيفات الصرافات الآلية وغيرها من الأماكن ذات التكييف العالي.
وفي سياق آخر، وصفت “هدى” بورتسودان بذات الطبيعة الساحرة وأن إنسانها مثقف وواعٍ ويحب مدينته حباً جما، ولا يستطيع البعد عنها، وإذا اضطرته الظروف لذلك، حمل في دواخله كل الشوق والحنين إلى حين العودة مجدداً.
{ الصحافة الرصينة والمسؤولة
يذكر أن بداية انطلاقة الإذاعية الأستاذة “هدى محمد” كانت بتلفزيون بورتسودان، حيث اكتسبت خبرة كبيرة في تقديم برامج المنوعات والأخبار، وتميزت بصوتها المتفرد عبر عدد من البرامج التي نالت الإشادة والتقدير من الجمهور والمهتمين بالعمل الإعلامي.. وختمت الأستاذة “هدى” حديثها مشيدة بالجهود التي تبذلها (المجهر) في تسليط الضوء على أنشطة وأخبار الولايات، وعدّت الأمر من صميم عمل الصحافة المسؤولة والرصينة.