مسامرات
تفكيك اس 24
محمد إبراهيم الحاج
* عندما تم الإعلان عن ميلاد فضائية اس 24 استبشرنا بها خيرا كونها تمثل كسبا إعلاميا فضائيا جديدا يمكن أن يضخ دماءً جديدة في الإعلام السوداني، خاصة وإنها مملوكة لرجل أعمال معروف لا يدخر جهدا ولا مالا في الصرف على ترقية الأداء المهني الإعلامي.
*تخوف الناس في بدايات القناة من أن تكون مجرد (ظل) لقناة النيل الأزرق الفضائية خاصة وأنها استعانت بكثير من كوادرها ليكونوا نواة الفضائية الجديدة التي أعلنت مع بداياتها أنها سوف تتخصص في الاقتصاد وتركز على معاش الناس والزراعة..
*كان العشم أخضر بالقناة الجديدة.. ولكنه سرعان ما تحول مع مرور الأيام إلى إشفاق على ما يتواتر عنها من معلومات عن استغنائها عن كثير من العاملين فيها وبكثافة متتابعة تؤشر على أن ثمة خلل منهجي في إدارة القناة ثرية الموارد.
*القناة استغنت قبيل انطلاقتها بأيام عن ثلاثة من منتجيها المهمين، واتبعت ذلك بسلسلة استغناءات عن منتجين ومذيعين ورؤساء أقسام معروفين ونصف معروفين ومبتدئين…
*تستغني القناة عن كادرها دون أن يهتز لها رمش.
*بدلت الفضائية أغلب المنتجين لأكثر من مرة.. كأنها لا تزال في مرحلة (التجريب).
*خرج عنها لأسباب متفاوتة “لؤي بابكر صديق” الذي كان كان يشغل منصب المدير التنفيذي للقناة بعد أن تم منحه إجازة إجبارية.. وتم إيقاف المذيع “محمد فتحي” في رمضان الماضي الذي كان يقدم سهرة _منتصف الليل مع “شهد المهندس” و”محمد عثمان” ثم تقدم رئيس قسم البرنامج “هشام عز الدين” الأيام الماضية باستقالته وقبله استقال الزميل “ماهر الجوخ” منتج برنامج حال البلد بعد أن تم تحويله إلى الإشراف على الموقع الالكتروني، ولكنه آثر تقديم استقالته.. ثم امس تقدم المذيع “محمد عثمان” باستقالته من القناة بعد أن تم إيقافه من تقديم برنامج (كل الحكايا) ، الذي قدم فيه عددا من الحلقات المميزة.
*تكشف هذه التطورات اللاهثة والمتسارعة أن ثمة (ربكة) تعاني من إدارة القناة..
*القناة تفصل بين عشية وضحاها أي شخص ويستقيل منها حتى النجوم أمثال “محمد عثمان”..
*وليس “محمد عثمان” وحده فربما تشهد الأيام القادمة استقالة مماثلة من “شهد المهندس” التي تعيش في صراع هي الأخرى مع الإدارة بسبب الوعود التي لم تنفذ والتي وعدتها بها الإدارة..
*لا اظن أن فضائية عمرها لاتزال سنواتها الفضائية (غضة) و(ناعمة) تعاملت بهذه (القسوة) مع منتسبيها خلال وقت قصير، دون أن يكون للقناة (حكمة) المحافظة على كوادرها الإعلامية والفنية.
*أبلغني أحد العاملين في القناة أن كل الموجودين بلا استثناء يعيشون في وضع نفسي سيء للغاية.. فهم يرون زملاءهم يتساقطون واحدا تلو الآخر.. ولهذا يخشون من مصير يشبه مصير من سبقهم.. وربما يكون هذا سببا اساسيا في أن يكون عدم استقرارهم باعثا لعدم الإبداع.
*لقد تعب “الطاهر حسن التوم” كثيرا حتى استطاع تقديم فضائية بمواصفات خاصة لها قدرة الإبهار وملاحقة الأحداث الساخنة وصنع نجومية سريعة لمن ينتسبون لها..
*نعم فعل “الطاهر” المهم.. واغفل جزئيات بسيطة.. ربما تهاونا أو خطة مدروسة منه للسيطرة على القناة إداريا ومهنيا بأن يكون هو المتحدث و(السامع) لصدى صوته.. وأن لا (نجومية) تعلو على (نجوميته).. لا يريد “الطاهر” أن ينازعه أحد سواء في مراجعة قراراته الإدارية أو في ظهوره على الشاشة.. وهذا الأمر الأخير ربما هو السبب في أن أصبح “محمد عثمان” (الأكثر نجومية) خارج أسوار القناة الآن.
*هذه الجزئيات البسيطة هي ما ستقود القناة الناجحة في الشاشة الآن إلى حتفها.
*ومن ثم يثور السؤال الأكثر إلحاحا.. هل يريد “الطاهر” لقناته أن تكون خالية من النجوم المؤثرين ومن المبدعين.. فيكون وحده صاحب امتياز الإدارة والنجومية؟
*ثمة خلل بائن وظاهر.. في إدارة “الطاهر”.
*لن ينصلح هذا الخلل مالم يتم الاعتراف به أولا أن هناك مشكلة كبيرة في الطريقة التي تدار بها الفضائية الآن.. واظن أن الأيام القادمة حبلى وتحمل الكثير من المفاجآت (غير السارة) للمشفقين على حال القناة.. فلننتظر..