مسألة مستعجلة
عندما يستغلون المواقف المخزية !!
نجل الدين ادم
رحم الله القيادية البارزة في الحزب الشيوعي السوداني “فاطمة أحمد إبراهيم” بقدر ما قدمت لهذا البلد من جهد وطني خالص، و”فاطمة” رمز وطني لم يحجبها انتماؤها الحزبي من الانتماء للآخرين الذين يحبونها ويجمعها معهم حيز الوطن الواحد، فقد ظلت شخصية قومية لا يشق لها غبار.
وعطفاً على هذه الصفات الجميلة وغيرها هب جميع أهل السودان مُمثلين في انتماءاتهم السياسية وغير السياسية للمشاركة في تشييع جثمان الفقيدة إلى مثواه الأخير يوم أمس (الأربعاء)، وشيوعيين وإسلاميين وأحزاب أخرى، كسى الحزن والأسى وجوههم على فقد إنسانة خرجت من فضاء السياسة الفسيح تحمل هموم المشردين والفقراء والمساكين وفاقدي السند، لكنه للأسف أراد البعض ممن لا يعرفون أن قيادات شيوعية أمثال الراحل “إبراهيم نقد”، و”فاطمة أحمد إبراهيم” كانوا يبادلون خصومهم المودة ويبادلونهم التحايا ويواسونهم في الأحزان ويعلون من القيم الإسلامية والسودانية السمحاء، لكن فئة لا تمت للحزب الشيوعي بالأخلاق أرادت تحويل هذا الموقف الحزين إلى معترك سياسي لتصفية الخصومة وهم يمنعون قيادات الدولة من المشاركة في التشييع، موقف مخزٍ ومؤسف أن يكتب هؤلاء عنواناً شاذاً بأن شخصاً سودانياً رفض استقبال ضيوفه بمنزله، وهذا ما تم تحديداً من هؤلاء المتفلتين الذين حضروا لتأجيج النيران.
حضر هؤلاء يرتدون الألوان الحمراء ويحملون الأعلام، ولكنهم عراة من القيم والأخلاق، حضروا للتشييع، لكنهم أشاعوا العار، وقد غاب عند الصلاة على جثمان الفقيدة.
ما درى هؤلاء أن الشيوعيين الأصليين لا يعرفون لمثل هذه الأفعال من سبيل، ما درى هؤلاء أن قيادات الشيوعيين يبادلون الإحسان بأحسن منه، فلو قدر للراحلة أن تكون حضوراً في مثل هذا الحدث لكانت ردة فعلها طرد من يدعون الانتماء، إنهم مجموعة من الخارجين على العادات والتقاليد، والرافضين لقيم الإسلام وسماحته.
وحسناً أن سارعت أسرة الراحلة باستصدار بيان عاجل، تبرأت فيه من فعلة هؤلاء الشذاذ وتقدمت بالاعتذار لمن تعرض لمضايقات، فالتحية لهم على هذا الموقف النبيل الذي يدل على عظمة هذه الأسرة، خالص التعازي لهم جميع، ونقول لكم إن فقدكم لـ”فاطمة” هو فقد واحد لأننا نقاسمكم الحزن والأسى على فقدها، جعلها من أصحاب اليمين وجعل الجنة مثواها الأخير والله المستعان.