رأي

مسامرات

متفرقات
محمد إبراهيم الحاج

{ هجوم غير مبرر لبعض من يطلقون على أنفسهم (دعاة) ورجال دين، استمعت له مؤخراً عبر مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أحدهم أغلظ على الراحلة المناضلة “فاطمة أحمد إبراهيم” بدلاً عن الترحم عليها وهي بين يدي رب كريم، والآخر على الفنان الشاب “منتصر الهلالية” بسبب أغنية قال إنه يذكر فيها الشيوخ.
{ التطرف ورفض الآخر غزْل مؤسف (فُتلت) خيوطه بحنكة على (نار) هادئة مدت ألسنتها والتهمت كثيراً مما كنا نُعرف به من (تسامح) أو هكذا خُيل إلينا.
{ كثيرون ساهموا بغير وعي منهم في إذكاء (نيرانه)، وفي تغذية روح الكراهية بشكل يدعو للاستغراب من مجتمع عُرفت عنه إجادته حياكة العلاقات الإنسانية المؤثرة بين أفراده.
{ بعض أئمة المساجد المتطرفين والدعاة كان لهم قدر وافر في إيقاد عقاب النار.
{ لا يمر أسبوع واحد حتى يفاجئنا أحد الأئمة بتعبئة خياشيمه بالهواء و(زفره) كراهية لقبيلة الفنانين أو لأحد نجوم المجتمع أو السياسة من أعلى منبره الذي يقصده كل الناس بعد أن يسكب على أسماعهم ديباجات (جاهزة) و(محفوظة) على شاكلة (فاسقين) و(فاسدين)، وأنهم السبب في تفشي (الرذيلة)، والسبب في إفساد أذواق الشباب.
{ نعم.. هو الرفض للآخر ما أذكى نيران التعصب لدى الشخص البسيط الذي يرى في رجل الدين القدوة الصالحة، ويرى فيه متحدثاً باسم الدين، ويرى أن ما ينطق به هو أمر من الدين، لذا لم يكن غريباً أن (تكوّنت) في ذهنه فكرة سالبة تجاه أولئك الفنانين تتصاعد إلى أن تصبح (موقفاً) متعصباً ضد صناع الجمال والحق بالبلاد.
{ الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فحسب، بل تعداه إلى أبعد من ذلك، ووصل التعصب حتى رجال الدين أنفسهم، فكل صاحب طريقة يرى أن طريقته هي (الصاح المطلق)، وأن ما سواه لا يعدو سوى أن يكون (خارجاً عن الملة) أو (زنديقاً) وجب جز رأسه جزاءً لما اقترفه عقله في التفكير.
{ أسكتوا هذه الأصوات.. فهي تسعى بين الناس بالفتنة.
} مباراة من نوع خاص
{ استمعت أمس إلى ألبوم قديم جمع الراحلين “زيدان إبراهيم” و”عبد المنعم الخالدي”.. الألبوم الغنائي خُصص بكامله لأغاني الراحل “عثمان الشفيع” وحقق عند توزيعه أعلى نسبة مبيعات واكتسح كل الألبومات الغنائية التي كانت مطروحة وقتها.. أكثر ما لفت نظري في الألبوم هو (المباراة) في الأداء واستعراض طبقات الصوت لكلا المطربين.. كانت مباراة من نوع خاص خاصة في أغنية (الحالم سبانا).. “زيدان” بصوته المترع بالشجن وجمالياته التي زادت مع الأيام تعتقاً حتى بعد قبل رحيله بأيام لم يفقد شيئاً من روعته، و”الخالدي” بجبروته الأدائي.. وتلوينه المدهش وتنقله في السلالم.. كانت الأغنية بمثابة درس ليت مطربي هذه الأيام يستمعون إليه مراراً وتكراراً.. أغرب ما في هذا (المباراة) أنها ربما تكون الأولى في التاريخ التي تنتهي نتيجتها بفوز كلا المتباريين.
} مسامرة أخيرة
{ قال بروفيسور “علي بلدو” اختصاصي الطب النفسي إن مستشفى الأمراض النفسية بأم درمان أو العيادات المحولة تشهد استقبال ما يقارب (250) مريضاً خلال اليوم الواحد، وحقيقة لا أجد الأمر غريباً في هذه البلاد التي يحرض كل شيء فيها على فقدان العقل.. فكل شيء يمضي عكس المنطق.. فمعتمدية العاصمة تهد مراكز صناعة الجمال وتصنع القبح في الشوارع بالأوساخ والقاذورات.. والأسعار كل يوم ترتفع بمعدلات أعلى من سابقها.. وتأخر سن الزواج للجنسين.. والمخدرات تنتشر بين المراهقين.. والمطربون الكبار الذين يحفظون الذوق من الانحدار يعتكفون في منازلهم ويجعلون الساحة مستباحة لأصحاب المواهب المعدومة.. (بعد ده مفروض أي زول يحجز صينيتو في نص السوق العربي).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية