تفاصيل حالات الاعتداء الوحشي على (6) من النساء بمعسكر (الورل)
بلغن (6) فتيات صغيرات أكبرهن لا يتعدى عمرها الـ(20) عاماً
تجمُّع النساء يصرخن ضد الحادثة ويطالبن بتدابير صارمة لمحاكمة المعتدين
تقرير ـ نهلة مجذوب
ذرفت النساء الدمع السخين أمس الأول، بمركز أنشطة المرأة السودانية (ماما)، وهن يستمعن بعناية وأسى لتقرير لجنة تقصي الحقائق التي كوَّنها الاتحاد العام للمرأة السودانية عقب تعرض (6) معلمات متطوعات سودانيات لحادثة اعتداء وعنف من قبل جنوبيين يقطنون بمعسكر (خور الورل)، بولاية النيل الأبيض. وأن تأخر اجتماع النسوة نوعاً ما، إلا أن صمتهن الخفي طيلة الفترة الماضية كان يعد على نار ساخنة، للنهوض بالقضية بشكل صحيح ودوافع حقيقية ترفض كل ما يهين المرأة وينتهك حقوقها، إذاً النساء يثرن على خلفية الأحداث، لينصرن حقوقهن، كي لا تتعدى. وبعد الدموع المسكوبة والبكاء الحار انتفضت ثورة النساء وامتلأت أمس الأول (الأربعاء)، قاعة “سلوى الشيباني” باتحاد المرأة وفاضت بهن.
والتئم جمع نساء المنظمات والأحزاب السياسية والدستوريات ومن كافة فئات وقطاعات النساء باتحاد المرأة أمس الأول (الأربعاء)، في قالب التحالف النسوي في تنوير حول برنامجه ضد الاعتداءات الأخيرة تحت شعار (لا للعنف لا لاعتداء لا للانتهاك)، مستنكراً ما حدث من انتهاك واعتداء بشع ووحشي للمعلمات بالمعسكر، مؤكداً أن هذا الحدث لن يضعف قوة المرأة السودانية، وطالب بإعدام الجناة في ميدان عام عظة وعبرة لغيرهم.
مطالبة لرئاسة الجمهورية
وطالب التحالف النسوي رئاسة الجمهورية بضبط الوجود الأجنبي ومراجعة وتفعيل قوانين اللجوء والهجرة وإعادة النظر في التعامل مع كل الأجانب بعد أحداث معسكر “خور الورل”، ودعا في الوقت نفسه الحكومة بوضع الضوابط اللازمة لعمل المنظمات الطوعية الأجنبية والوطنية وبتقنين أوضاع منسوبيها في مناطق العمل، وأعلن التحالف عن إطلاق حملة الغضب النسوي الكبرى بتنظيم مسيرة مليونية في كل ولايات السودان في يوم ووقت واحد، قريباً، تشجب حادثة الاعتداء، بجانب وقفات احتجاجية ودفع مذكرات إدانة أمام وزارة العدل، والمنظمات الأجنبية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي، مفوضية شؤون اللاجئين والسفارات ذات الصلة، إضافة لتقديم شكوى لمجلس حقوق الإنسان بجنيف حول الحادثة التي تنتهك حقوق الإنسان بصورة مباشرة، ومطالبة للمجلس الوطني بوضع عقوبات واتخاذ موقف واضح من أجل المرأة السودانية في القضية، إضافة لتقديم مذكرات احتجاج للاتحاد الأفريقي، ومنظمة الهجرة الدولية،و(ال ي اند بي).
أيادي أجنبية خفية في الحادثة
واتهم التحالف جهات أجنبية لها أيادي خفية فيما حدث للمعلمات بمنطقة “الورل”، الغرض منها إثارة الفتنة وزعرعة أمن واستقرار البلاد وتعطيل رفع الحظر الاقتصادي على البلاد، وقالت أمينة الأمانة السياسية باتحاد المرأة السودانية “أحلام أحمد الطيب”، إن ما تعرضت له المعلمات يعد من أبشع انتهاكات حقوق الإنسان ويقع في طائلة العنف ضد المرأة، وتأسفت للحادثة، فتيات ضحين من أجل تعليم أناس تمت استضافتهم، مبيِّنة أن إطلاق حملة الغضب الكبرى تأتي كي لا يتكرر مثل هذا الحدث، وقالت “أحلام”: إن جهات أجنبية ستكشفها مقبل الأيام متورطة في هذه الأحداث التي جاءت متزامنة مع قرارات رفع الحظر الاقتصادي، وما يثار حول السودان والإرهاب وغيرها.
اتحاد المرأة يزور الضحايا
وكشفت عضو التحالف ممثلة منبر نساء الأحزاب والقوى الوطنية ومساعد الأمين العام لاتحاد المرأة عن زيارة الاتحاد العام للمرأة السودانية للضحايا الوقوف على وضعهن الصحي والنفسي وأسرهن بالنيل الأبيض ومقابلة الجهات المختصة وتقصي الحقائق، وروت رئيسة الوفد أن المعلمات المعتدى عليهن هم ست فتيات، صغيرات السن أكبرهن لا يتعدى عمرها العشرين عاماً، ووصفت ما تعرضن له اعتداء وحشي وشنيع للغاية، من قبل أعداد كبيرة تفوق الـ(30) شخصاً، مما استدعى إجراء عملية إزالة رحم لإحداهن، وأشارت إلى أن أسرهن في حالة حزن يرثى عليهن وأنهن صابرات، ويقلن إنها أقدار الله وقاومن المعتدين بكل ما أوتين من قوة، وقالت إنهن الآن في مكان آمن بعيداً عن الزيارات وتردد الناس إليهن ومراعاة لحالتهن النفسية وذلك بعد تلقيهن العلاج الأول في المستشفى العام .
عرض المرأة السودانية خط أحمر
وأكدت رئيس اللجنة العليا للتحالف النسوي الأمين العام لاتحاد عام المرأة السودانية مولانا “مريم جسور” أن عرض المرأة السودانية خط أحمر، وطالبت وزارة العدل بتوقيع أقسى أنواع العقوبة على مرتكبيها، مضيفة أنها حادثة بشعة لا تمت للدين ولا للإنسانية ولا الأعراف بشيء، مشيرة إلى أن الجناة يسعون لتدمير السودان، وأن الحدث لا يشمل الكل، وأضافت لما جاء في الآية الكريمة (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)، وقالت إن علاقة السودان وجنوب السودان تظل تاريخية ولا تشوبها أيدي المخرِّبين، وأن الحديث الذي طرح لا يعمم، ولكن مرتكبي الجريمة سيحاكمون بأقسى العقوبات.
البرلمانيات ينتفضن
ممثلة هيئة البرلمانيات السودانيات وأمينة أمانة التشريعات وحقوق الإنسان بالاتحاد العام للمرأة السودانية “مثابة حاج الحسن”، عبَّرت: (إننا ندين وبشدة ونستنكر ما تم من اعتداءات على نساء السودان المعلمات في أحداث المعسكر)، وقالت “مثابة”: إن الاعتداء يمثل انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوق الإنسان والمرأة، إضافة لأنه يمثل انتهاكاً لكل الاتفاقيات العالمية التي تحارب أشكال العنف كافة ضد المرأة، وتخالف مواثيق التحالف العربي للقضاء على العنف ضد المرأة.
وقالت “مثابة” التي تمثل المجموعة العربية في القانون الإنساني الدولي، إن السودان لا يحتاج لعمل اتفاقيات توطين، لأن المزايا التي يقدمها للاجئين ومن الدول التي حولنا أكثر من المزايا التي تمنحها حقوق التوطين، مبيِّنة أن التعامل يتم معهم كثيراً كسودانيين.
وأضافت: إن ما حدث في معسكر الجنوبيين، يجعلنا نعيد النظر في التعامل مع تقنين الوجود الأجنبي في السودان، وقالت: إن التعامل بعطف لا ينفع مرة أخرى كي لا يصبح مثل هذا الاعتداء سلوكاً، وأكدت “مثابة” أنه على عاتق اتحاد المرأة السودانية في الفترة القادمة تبني مسألة تقنين الوجود الأجنبي في السودان.