رأي

مسامرات

ملاطفات فنية
محمد إبراهيم الحاج

{ محظوظ الجيل الذي أرخى أسماعه للفنان الراحل “عبد العزيز العميري” صاحب الحنجرة المترعة بالشجن والبصمة الصوتية المميزة.. “العميري” عندما يغني تكاد أن تترك كل ما في يدك لتستمع له.. ورغم ذلك لم يتفرغ الراحل للغناء فقد كان فناناً شاملاً يكتب الشعر ويلحن ويمثل ويغني.. الراحل “العميري” مدرسة فنية متكاملة لم يسعفه القدر لإكمال فصولها.
{ استمعت إلى أغنية (من جديد) بصوت الفنان الراحل “مصطفى سيد أحمد” وهو من وضع لها الألحان للمطرب الصاعد وقتها “خالد الصحافة”.. وصُدمت من هول المقارنة بين الاثنين.. فـ”أبو سامر” منحها حنجرته الذهبية، وصارت تحفة غنائية كان من الممكن أن تمنح أي مطرب يرددها سمات الخلود الفني.. لكن ضعف صوت “خالد الصحافة” أحالها إلى مجرد أغنية عادية.
{ دائماً ما تحتمي “ندى القلعة” بذكائها الفني عندما تنحسر عنها الأضواء.. دائماً ما تجعل من تجربتها معبراً للمجتمع والناس متى ما بدأت نجوميتها في الأفول.. “ندى” مؤخراً سافرت إلى مدينة كادوقلي، وذكاؤها الفني جعلها تردد أغنية عن جبال النوبة في منطقة طبيعية ساحرة وتلتقط الصور في هذا التوقيت من العام الذي تصحو فيه الطبيعة من غفوتها.. “ندى” عندما تغني في أي مكان تستحضر معها طبيعة المنطقة وسكانها وتهبهم ما يجعلهم يحبونها.. وهو ذكاء فني للمطربة التي تتميز بقدرتها الاجتماعية الفائقة في كسب حب الفئات الشعبية.
{ المطرب الشاب “مهاب عثمان” في طريقه إلى الانزواء والتلاشي.. هو لم يخطط لـ(خبطة الحظ) الكبيرة التي خدمته وجعلته نجماً غنائياً بين عشية وضحاها.. ولم يتحسب ربما لمثل هكذا نجومية، فالأضواء الكثيفة (عمشت) عينيه عن إبصار موطئ قدميه وظن لوهلة أنه بات يضاهي كبار الفنانين (دون أن يكون له عمل فني غنائي واحد).. “مهاب” مثله مثل مطربين ظهروا فجأة واختفوا فجأة منهم “عصام أحمد الطيب” و”نادر طلسم” و”فضل أيوب” و”معاذ بن البادية” و”شريف الفحيل”.. كل هؤلاء لم يستطيعوا الصمود طويلاً إذ لم تكن لهم رؤية محددة وواضحة لما يريدون فعله.
{ “نهى عجاج” التي بدأت تجربتها الغنائية بإصدار ألبومين غنائيين من تجاربها الخاصة، ثم اختفت كثيراً عن الساحة الفنية ولم تفلح محاولات فرض غنائها الخاص بعيداً عن الأغاني المسموعة والمعروفة.. عادت مرة أخرى إلى الساحة الفنية عبر سهرة بقناة الهلال الوليدة، لكن السهرة لم تكن بمستوى ظهورها الأول بعد غيبة عدة سنوات.. ولهذا يبدو أن تجربة “نهى” ربما تكون الآن على المحك ما لم تعمل على إنقاذها من براثن تشددها وعنادها الذي يصور لها أن أغانيها الخاصة فقط يمكن أن تحقق لها النجومية والتأثير.
{ يبدو أن (عدادات) الحفلات في حركة صعودها وهبوطها لا تتأثر كثيراً بنجومية المطربين الموجودين الآن في الساحة، فالساحة الغنائية الشبابية رغم أنه يقف على قمتها “طه سليمان” و”حسين الصادق” و”شكر الله عز الدين” و”جمال فرفور”، إلا أن المطربين المطلوبين بشدة في حفلات الزواج الخاصة والمناسبات الاجتماعية يقف على رأسهم “وليد جوبا” و”محمد الريان” و”سامي المغربي” و”محمد الدولي” و”عبد الخالق الدولي”، فهؤلاء أصبحوا عناصر مشتركة في معظم المناسبات الخاصة.
} مسامرة أخيرة
{ لجوء عدد كبير من الشعراء الشباب إلى تقديم البرامج عبر القنوات الفضائية يعدّ أمراً محيراً للغاية، فأغلبهم يفتقر للحد الأدنى من اشتراطات الإطلالة على الجمهور.. مؤخراً ظهر “ود مسيخ” في التلفزيون القومي و”وئام كمال” و”ريم الرفاعي” عبر (سودانية 24) وقبلهم “نضال حسن الحاج” و”بشرى البطانة” في (قهوتنا)، و”محمود الجيلي” عبر (ريحة البن).. (ركاب سرجين وِقِيع) و(مساك دربين ضِهِيب) حكمتان شعبيتان تنطبقان على من ذكرت آنفاً إلى حد بعيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية