رأي

المشهد السياسي

الأمطار الغزيرة وأشياء أخرى
 موسى يعقوب
شغل الرأي العام في آخر الأسبوع بالأمطار التي أعادت إلى الذاكرة أمطار العام 1988 التي أحدثت الغرق والفيضانات والخسائر في الأرواح والممتلكات وغمرت الطرق والشوارع بالمياه.. وأظهرت العجز والقصور في مواجهة التحديات بما هو مطلوب في ظرف متغير المناخات والأحوال الجوية.
والأمطار ليست وحدها مما شغل الرأي العام في الأسبوع الماضي وإنما أحداث معسكر (خور الورل) بالنيل الأبيض المؤسفة التي هزت سياسة العمل الإنساني واستقبال اللاجئين بما جرى هناك إذ اخترق بعض منسوبي الحركة الشعبية جماعات اللجوء الإنساني وقاموا بأعمال تخريبية وفاضحة نالت من مبادئ العمل الإنساني الدولي والمحلي فكان اللقاء الكبير للمنظمات التطوعية، الذي خاطبه السيد والي ولاية النيل الأبيض والسيدة وزيرة الرعاية الاجتماعية المركزية اللذان تعهدا بمعاقبة الجناة وتوصيل الحقائق في الاعتداء على المعلمات وتخريب وحرق وإتلاف ممتلكات المنظمات العاملة في المخيم إلى جهات الاختصاص في الأمم المتحدة.
ولم يقف انشغال الرأي العام الأسبوع الماضي عند ذلك فحسب وإنما بأمور سياسية ودبلوماسية وعلاقات بين الدول ولا سيما دولتين جارتين هما جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان.
فقد التقى وزيرا الخارجية في البلدين بالعاصمة الخرطوم تحت لقاء ما عرف باللقاء التشاوري حول الأمور والمسائل العالقة وهي كثيرة. وقد كان ذلك اللقاء بين السيدين “شكري” و”غندور” هو اللقاء الثاني تقريباً.
ورغم المؤتمر الصحفي الذي خاطبه الوزيران لم يرشح ما يطمئن إذ غطت الفلسفة الدبلوماسية على ما تم بحثه بين الطرفين.. إلا أن ما أعطى إشارة طيبة قبل مغادرة السيد وزير الخارجية المصري “سامح شكري” الخرطوم هو أن السيد رئيس الوزراء المصري يدعو السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء القومي، الفريق أول “بكري حسن صالح” لزيارة مصر والالتقاء به.
لكن والشياطين في الأمور العالقة بين البلدين كثيرة، فإن صحف الأمس (السبت) السودانية كانت قد حملت في صفحاتها الأُول وبمانشيتات كبيرة خبراً يقول:
السلطات المصرية تعتقل (222) من مواطني مثلث حلايب وشلاتين، وذلك حسب بعض الصحف في إطار تكثيف السلطات المصرية حملاتها داخل أراضي المثلث.
والمعروف أن مثلث حلايب ومنذ الاستقلال أرض سودانية وتوجد دلالات ذلك لدى الأمم المتحدة.. وينتظر الفصل في ذلك عندما يتقدم الطرفان بشكاويهم أو أن يستمر الأمر – كما حدث من قبل – أن حلايب منطقة تكامل بين البلدين السودان ومصر.
وبزيارة السيد النائب الأول ورئيس الوزراء القومي الفريق بكري تلبية لدعوة السيد رئيس الوزراء المصري، هل سيلعن الطرفان الشيطان وينتهيا إلى ما ينهي الأمور العالقة بين البلدين؟ نرجو ذلك فهو من شواغل الرأي العام في البلدين هذه الأيام وليس الأمطار الغزيرة وحدها..!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية