ربع مقال
الغلاء.. الفرج من الله!!
خالد حسن لقمان
يصعب على المرء أن يجد معادلة ما يمكن أن تعبر بالناس هذه المرحلة من الغلاء الكبير والمتصاعد في الأسعار خاصة في السلع الغذائية الحياتية اليومية، كالألبان والزيوت واللحوم والسكر وغيرها من السلع الضرورية التي لا غنى عنها ولا بديل لها البتة الآن، وفقاً لما آل إليه النمط المعيشي السكاني من تشوهات كبيرة أفقدت جل المجتمع السوداني أدواته ومهاراته في إيجاد البدائل التي تفي بالمطلوب خلال الأزمات الاقتصادية، وفي هذا تحوّل حتى البيت الريفي السوداني في نمطه المعيشي الاستهلاكي إلى صورة مشوهة تشويهاً مضراً فلا هو تحول إلى النمط الحضري الكامل بإمكانياته وقدراته الشرائية ولا بقي كحاله البسيط يتدبر شؤونه بأسلوبه الخاص في الإنتاج الغذائي الذي يُؤْمِن للأسرة قمحها و(عيشها) ولبنها وحتى لحومها الحمراء والبيضاء من الصيد البسيط ومن الرعاية المباشرة للحيوان والطيور الداجنة، وكذا الزراعة البسيطة التي تسد الحاجة السنوية برضا واطمئنان.. وحتى على مستوى التعاضد والتكافل الأسري تغيّر الحال بتحوّل جل المغتربين إلى فقراء في أنفسهم يبحثون عن لقمة عيشهم بصعوبة وضنك، وقد عاد بعضهم الآن، والآخرون منهم في الطريق.. نعم هكذا انسدت الأبواب ولم يعد الناس يرجون فرجاً سوى من الله، وحده الرزاق ذو القوة المتين.