رسائل ورسائل
إلى وزير المالية الجنرال “الركابي” جربنا الاقتصاديين في إدارة المال والتخطيط للمستقبل وحصدنا الفشل، وجربنا الإداريين لادخار الدولارات وحسن توظيف العائدات الشحيحة ولم نحصد إلى مزيد من فقر الخزانة وضنك العيش، واليوم نجرب شطارة العسكريين وصرامة الجنرالات في إدارة الاقتصاد وتحسين قفة الملاح التي هزمت الذين من قبلك.. صحيح أنت بعيد عن الشعب ولن تشعر بآلامه وعسره وشظف عيشه، لكن الآن انحدرت الأوضاع الاقتصادية إلى أسفل وفقد الناس الأمل في تحسن الاقتصاد مع توالي ارتفاع سعر الدولار.
إلى الدكتورة “مريم الصادق المهدي” القيادية في حزب الأمة نعم أنت مثقفة وواقعية.. ورصيدك من النضال والبلاء والتضحيات كبير، لكن قيادة حزب مثل الأمة له كوابح اجتماعية وقبلية وتقاليد تجعل من صعودك مثل “بنازير بوتو” مسألة صعبة أن لم نقل مستحيلة لخلافة الإمام “الصادق”.. لأن ذلك يعني انعطاف حزب الأمة نحو حداثة لم تجرؤ عليها حتى الأحزاب الصغيرة التي تفتقر إلى رصيد حزب الأمة الشعبي.
إلى دعاة حجب الواتساب والتضييق إلى الإعلام الجديد.. قبل سنوات كانت وزارة الإعلام هي من يصادق للمواطنين بتركيب أجهزة التقاط الصورة والصوت (الدش) وانتدبت قوة من الشرطة لنزع الأطباق من أسقف منازل المواطنين بدعوى حماية القيم والأخلاق.. واليوم أصبح الإعلام الحديث يحول بين المرء وزوجه.. ولذلك التفكير (البوليسي) بالحجب والتضييق لن يحقق أهدافه والعالم يمضي للأمام بسرعة متناهية لتجاوز الواتساب والفيس بوك.. لمواجهة سبل الإعلام الحديث لا سبيل غير الحقيقة وحدها.. وفتح النوافذ للهواء النقي.. والتحرر من عقلية الامتناع عن كشف الحقيقة.
إلى “ميادة سوار الذهب” معتمد الرئاسة بالخرطوم، أنت تمثلين اليسار الواقعي بكل فصائله والحزب الذي قدمك يمثل تكويناً يضم قدامى المحاربين في اليسار العريض.. غير الكلاسيكي القابع في حراسة الأصنام القديمة.. فهل يمثل هذا الصعود بداية لتحالف بين اليسار والإسلاميين بعد سنوات طويلة من الصراع والنزاعات والدموع والدماء.
إلى د.”فردوس” وزيرة الدولة بالصحة.. صباح الأربعاء الماضي وأنت تتحدثين للإذاعة القومية من معسكر “أبا ذر” للنازحين ب(الجنينة) كان الاعتراف الجهير على لسانك لأهل النازحين غبت عنكم طويلاً وعدت ووجدت حالتكم هي نفسها، هذا اعتراف لم يسبقك إليه سياسي ولا تنفيذي من قبل، وليت مثل هذا الاعتراف يصبح دافعاً لتغيير واقع المعسكرات البائس على الأقل صحياً، وقد استمعت في ذات التقرير الذي قدمه الإذاعي الذكي ومراسل أم درمان من الجنينة إلى نازحين يطالبون الحكومة بتوفير (برميل) فقط (برميل) لحفظ القمامة، يا لها من أحلام صغيرة وتطلعات يائسة.
إلى الفريق “حسن صالح” مقعدك شاغراً في منصب الوالي بإحدى الولايات البعيدة من الخرطوم فقط ننتظر أن يقول د.”فيصل حسن” كلمته ويفرج عن تقرير أداء الولاة المعتقل في مكتبه منذ شهور.