المكتب القيادي للمؤتمر الوطني يجري تغييرات دراماتيكية في قطاعاته وأماناته
أغلق الباب نهائياً أمام عودة الحرس القديم
الخرطوم- محمد جمال قندول
بصورة مفاجئة تلقيت اتصالاً يفيد بانعقاد اجتماع طارئ للمؤتمر الوطني بالمركز العام
ولأن طبيعة الاجتماعات الطارئة يصعب التكهن بنتائجها والمدة الزمنية التي تستغرقها لم استعجل الذهاب إلى المركز العام على غير العادة.
وكما توقعت حفل الاجتماع بتغييرات دراماتيكية طالت قطاعات وأمانات الحزب الحاكم، ليحسم الجدل الذي دار لفترة زمنية طويلة وتحديداً منذ تكوين حكومة الوفاق الوطني، التي أفرزت استيزار قيادات مهمة لحزب المؤتمر الوطني للحكومة الجديدة.
(1)
بدأ الاجتماع في التاسعة مساءً بكامل هيئته. ووصلت مقر الاجتماع في حوالي الحادية عشرة مساءً وكان الصمت سيد الموقف ورجال الحراسات الشخصية والمراسم منهمكون بمشاهدة مباراة بين قطبين عربيين في البطولة العربية، فيما كانت تجري مباراة من نوع آخر داخل القاعة الكبرى المخصصة للمكتب القيادي في الطابق العلوي.
دلفت مباشرة إلى القاعة المخصصة للصحفيين ووجدت نفسي وحيداً بلا أنيس إعلامي، من مختلف الأجهزة الإعلامية.
بعض الحراس كانوا يتهامسون بالقرب مني (الجماعة ديل شكلهم حيطولوا.. لسه بدري عليهم)، الجملة كانت كافية لأتحسس مدى أهمية الجلسة المنعقدة بالداخل، التي يرأسها “البشير” وبحضور كامل أعضاء هيئة المكتب القيادي للحزب الحاكم.
الساعة وصلت إلى الثانية عشرة ليلا، ولم يخرج أحد من القاعة، ومرت الدقائق بطيئة، وعلى غير العادة لم ينشغل الواتساب بأخبار الحزب الحاكم نسبة للتكتم الشديد الذي صاحب تحديد زمن الاجتماع بصورة سريعة، وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بسيرة ومسيرة المريخ في البطولة العربية، فيما انشغل آخرون بمناقشة ارتفاع وهبوط سعر الدولار. عند الساعة الواحدة صباحاً، كان الصمت لايزال سيد الموقف وبعد ساعة تهامس الحراس بانتهاء الاجتماع، وتحديداً في الثانية والربع صباحا، ليخرج الرئيس مبتسماً ومن خلفه مدير مكتبه “حاتم حسن بخيت”، وأعقبه خروج الفريق أول “بكري حسن صالح”، وهو يتجاذب أطراف الحديث مع القيادي د. “نافع علي نافع”، ثم من خلفهم “الزبير أحمد الحسن” الذي مازح الحضور. فيما خرج مساعد رئيس الحزب المهندس “إبراهيم محمود” رفقة “ياسر يوسف”، وزير الدولة بالإعلام. ولم تعكس ملامح الخارجين من الاجتماع بمختلف مناصبهم التنفيذية ما يفيد بحدوث تغييرات ومفاجآت.
(2)
وقال المهندس “إبراهيم محمود”، في تنوير للصحفيين، بعد خروجه من الاجتماع، إن اجتماع المكتب القيادي وقف على تقارير المؤتمرات التنشيطية، بجانب اطلاعه على تفاصيل أحداث جامعة بخت الرضا، وكذلك إجازة برنامج قادة المستقبل بجانب تنوير الأعضاء بمستجدات زيارة رئيس الجمهورية إلى دولتي السعودية والإمارات. وكشف “محمود” عن تغييرات أفضت إلى اختيار “جمال محمود” رئيساً للقطاع السياسي، بجانب اختيار “معتز موسى” رئيساً لقطاع الإعلام، فيما أسند القطاع التنظيمي إلى “أزهري التجاني”، وتم اختيار “محمد حاتم سليمان” لقطاع الخرطوم، و”كمال إسماعيل” وزير الدولة بالخارجية السابق، رئيساً لقطاع العلاقات الخارجية. بينما أسند القطاع الاقتصادي “لحسن محمد طه”. وفوَّض المكتب القيادي رئيس الجمهورية، رئيس الحزب، ونوابه بملء الأمانات الشاغرة.
(3)
ويرى مراقبون بأن الأوضاع السياسية في البلاد اقتضت التغيرات التي طالت الحزب الحاكم، وأن القادمين الجُدد لقيادة الأمانات لهم تاريخ سياسي وتنظيمي حافل، ويستطيعون من خلاله العبور بالحزب إلى بر الأمان، ومواجهة التحديات القادمة بقوة، وفي مقدمتها انتخابات 2020 المتوقع أن تكون ساخنة جداً من واقع حرارة الأجواء السياسية، فيما توقع الخبراء لوزير الدولة بمجلس الوزراء “جمال محمود” الذي اختير لقيادة أصعب قطاع، وهو القطاع السياسي، أن يكون له شأن كبير جداً خلال السنوات القليلة القادمة، وربما يتم تقديمه ضمن قيادات الصفوف الأمامية. وتعكس التطورات والتغيرات بأنه لا مجال لعودة الحرس القديم، خاصة بعد أن اخذوا حيزاً إعلامياً كبيراً خلال الشهور الماضية، وسط توقعات بعودتهم إلى واجهة المشهد السياسي. لتكون أمسية الأمس الأول حاسمة وتغلق الباب نهائياً في هذا الموضوع.