رأي

مسألة مستعجلة

 هل يكمن الحل في وقف تطبيق (واتساب)؟
نجل الدين ادم
لم يكن والي الخرطوم السابق القيادي في حزب المؤتمر الوطني د. “عبد الرحمن الخضر” موفقاً وهو يقدم النصح للحكومة بإيقاف خدمة تطبيق (واتساب)، لإنهاء مسلسل الشائعات ومهدداتها للمجتمع، ذلك أن مبدأ الشائعات لم يكن وليد اليوم أو الأمس، سيما وأنها تنتج من إفرازات التقلبات السياسية والاقتصادية، حيث يلجأ إليها ضعاف النفوس لشيء في أنفسهم. “الخضر” باقتراحه هذا، الذي أطلقه خلال ندوة أول أمس، كأنما أمن تماماً قفل هذا الباب إلى غير رجعه.
المقترح لا يعدو أن يكون أقصر السبل للهروب من الواقع.. فهل استعصى على الحكومة إيجاد سبل لتلافي الظواهر السالبة من التطبيقات الإلكترونية حتى يقدم لها هذا الخيار؟
لا أحد ينكر الآثار السالبة للتطبيق ومساهمته في نقل الوشايات والشائعات على وجهه السرعة، لكن هناك العديد من الوسائل العملية غير تعطيل الخدمة لدرء هذه الآثار.
ليس صعباً أن يصبح القرار نافذاً في اليوم التالي، لكن السؤال هل ستمضي الحكومة في خيارات إيقاف أي تكنولوجيا جديدة يستخدمها الناس في نقل الشائعات؟
لماذا لا تركز الحكومة في إيجاد تشريعات رادعة لمروجي الشائعات عبر هذا التطبيق؟ لماذا لا يجد الذين يستخدمون الخدمة لأغراض هدامة العقاب الرادع؟؟
تحتاج الحكومة إلى قانون صارم يجرّم مثل هذه الممارسات.. وينبغي لوزارة الاتصالات أيضاً أن تقرأ خيارات تلافي السلبيات دون إيقاف الخدمة لأنه سبيل العاجزين عن إيجاد الخيارات.
مسألة ثانية.. قريباً من الـ(واتساب) وبعيداً عن السياسة فقد اهتم عدد من الصحف بالخبر الذي أورده السيد وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم د. “فرح مصطفى” أول أمس عن ترتيبات لاستبدال الكتاب المدرسي لطلاب المرحلة الثانوية بجهاز (التاب) اعتباراً من العام المقبل، وفي ظني أنه تطور إيجابي ينبغي أن يجد طريقه للنفاذ، سيما وأن هذا المقترح يتماشى من التطور الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات.
إحضار جهاز (التاب) إلى الفصل وحده يعني حمل حقيبة بأكملها، أن سيما الجهاز يحوي تطبيقات بكل المقررات الدراسية، وهذا المقترح سيمكّن الطلاب من مواكبة ثورة التكنولوجيا من أوسع أبوابها.
لذلك لا بد أن تستفيد ولايات البلاد الأخرى من هذه التجربة والمقترح الذي لا محالة يجد القبول الكبير، ولا بد لوزارة التربية والتعليم أن تجعل من المقترح نموذجاً في مدراس الأساس، خاصة الفصول الأعلى.. لذلك فإننا ليس بوسعنا إلا أن نقول لولاية الخرطوم مبروك هذا الاختراق الكبير ومزيداً من التقدم.. والله المستعان. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية