بكل الوضوح
الشعب يريد ملاحقة مروجي الشائعات
عامر باشاب
{ (الشربكات الاجتماعية) هي الصفة الأنسب التي يمكن أن نطلقها على شبكات التواصل الاجتماعي (الواتساب) (فيس بوك) (تويتر) وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي التي صارت منصات تنطلق منها أسلحة الشائعات الفتاكة والمدمرة التي تستهدف الأفراد والمجتمعات، وبالتأكد تأثر سلبياً على الجميع من النواحي الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والسياسية .
{ وعندنا في السودان مع ظهور تطبيق و(اتس اب) بدأ مروجو الشائعات بنشر الأخبار الكاذبة عن موت المشاهير خاصة نجوم الفن والإبداع وكانت أسماء المشاهير يتم اختيارها بصورة مرتبة ومثل النوعية من الشائعات لم يسلم منها حتى رئيس البلاد المشير “البشير”.
{ وبعدها جاء الانتقال إلى مرحلة الشائعات المنظمة وعلى ما يبدو أصبحت هناك غرفة عمليات أو مطبخ يختص بإعداد الشائعات عبره يتم فبركة أخبار عن محاولة انقلابية والشائعات المتكررة التي دائماً ما تسبق التشكيل الوزاري ومن الشائعات المنظمة أيضاً تلك التي ساهمت بقوة في رفع أسعار الدولار.
{ وفي الأيام الماضية استطاع بعض ضعاف النفوس استغلال خبر اختفاء الفقيدة (أديبة) وحبكوا ما حبكوا من القصص الخبرية الزائفة عن حوادث الاختطاف وعصابات سرقة الأعضاء البشرية لينتقل فيروس الخوف بين الناس داخل وخارج العاصمة ووصل إلى مرحلة الهلع حتى بعد أن كشفت الشرطة أن حادثة وفاة (أديبة) وراءها جريمة قتل.
{ هاهو الهلع والخوف المنقول (واتساباً) وصل إلى درجة حرق سيارتين بحي الأزهري جنوب الخرطوم على يد مواطنين انتابتهم شكوك بأن أصحابها ينتمون إلى عصابات الخطف وهذا يؤكد بأن شائعة الاختطاف كادت أن تصبح حقيقة رغم أن الشرطة كذبتها وأثبتت بأن أكثر من (13) حالة إدعاء اختطاف لا أساس لها من الصحة وتوعدت مروجيها بالمساءلة القانونية، ولكن مازال أثرها يسري في النفوس .
{ وضوح أخير
{ وأخيراً وحتى يتوقف التأثير السلبي لتلك الشائعات. لابد للشرطة أولاً أن تسرع في كشف الجناة في حادثة السيدة القتيلة “أديبة فاروق” وقبل ذلك لا بد أن تلقي القبض على شبكة مروجي الشائعات المنظمة وتقديمهم للمحاكمة ولابد للجهات المسؤولة في الدولة للاتجاه الجاد للتفكير في تأسيس جهاز رقابي يتعقب صانعي الشائعات ومروجيها وناقلي الأخبار الكاذبة .
{ ولابد للجهات العدلية أن تثبت بأن نقل الأخبار الكاذبة وترويج الشائعات يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون .
{ تبقى أن ننبه الجهات المسؤولة بأن التأخر في الكشف المعلومات الحقيقية عن أي حادثة مهما كانت يساعد في تنامي الشائعات وانتشارها بقوة.