مجرد سؤال؟؟؟
لم أقلل من الفكرة ولكن !!!!!!
رقية أبو شوك
حسناً أن نغسل شوارع عاصمتنا ومدينتا الخرطوم بالماء والصابون لنزيل منها تراكم الأتربة ونعيدها لسيرتها الأولى كما كانت قبل ربع قرن من الزمان، حيث كانت من أجمل وأنظف العواصم ليست العربية فقط وإنما العالمية.
الآن لم تعد الخرطوم كما كانت ولكنها باتت أشبه بسلة النفايات والقمامة … فالأتربة التي سيتم إزالتها بالماء والصابون ستظل كما هي لأننا لا نعاني من الأتربة فقط وإنما مشكلتنا في الأتربة والأوساخ والنفايات المتراكمة على أطراف الطرق ومداخل الأحياء … متراكمة بشكل مزعج للغاية حتى (يدخلك) في إحساس أنك (بعوضة ما أو ذبابة) وهذا هو المكان الآمن بالنسبة لك … فكان من الأوفى أن ننظف أولاً الأوساخ ونزيل النفايات ومن ثم نفكر في غسلها بالماء والصابون، ليكون الغسل بالماء والصابون هو المرحلة الأخيرة، ولكن أن نبدأ بذلك فهذا لعمري أكبر خطأ في ظل التردي البيئي الذي نعاني منه.
نشفق جداً على شوارعنا عندما تهطل الأمطار وبالرغم من أن هطول الغيث يعتبر رحمة كبيرة للعباد إلا أننا لم نكن جاهزين له فأول قطرة يأتي معها إنذار كبير بتردي غير محتمل للبيئة حيث تصبح كل الأمكنة مكاناً لتوالد البعوض والذباب، وليلاً تزعجك صوت الضفادع وتقول لك (الليلة ما في نوم) لأنها تسيطر على مسامعك من جميع الاتجاهات … يتغير شكل الطرق والشوارع وتظهر (الحفر والمطبات) على الجنبات وتتعطل حركة السير صبيحة اليوم التالي لهطول الأمطار وتسير المركبات بأقل مما يمكن من السرعة، وبالتالي يضيع جل الزمن في الطريق … فالذي يخرج باكراً من أجل مواعيد مسبقة فإنه لن يصل في الموعد المضروب لأن شوارعنا وطرقنا غير مهيأة لاستقبال قطرة واحدة من المياه.
الآن ما زالت آثار الأمطار في طرق ولاية الخرطوم رغم أن آخر مطرة هطلت قبل قرابة العشرة أيام …(حفر) تضطرك لتغيير مسار المركبة وربما تسير في مسار خطأ يتسبب ذلك في (وقوعك) في حادث وأنت تصطدم بمركبة من الاتجاه المعاكس والسبب تفاديك أحد (الحفر) الكبيرة.
أقول هذا وهنالك (حفرة) كبيرة بمدخل الشجرة يثرب … هذه (الحفرة) العميقة لها قرابة الشهر ولم تصلها يد الإعمار ولكن لتفاديها وضعت حجارة و(كوم) من الأتربة في إشارة للمارة وأصحاب المركبات أن هنا (حفرة عميقة) … أيضاً هنالك العشرات المماثلة والشبيهة (بحفر) مدخل يثرب والشجرة والعزوزاب.
فهذا سادتي حالنا في الخريف وما بعد الخريف لأن آثار الخريف تمتد فترة طويلة وربما للخريف القادم، فالأمطار هذه عندما تهطل في دولة همها أن تكون عاصمتها نظيفة تأتي بإضافة جميلة تزيد من روعة مشهد المدينة، وحينها تتمنى أن لا تتوقف الأمطار وقد شاهدت هذا المنظر الجميل وأنا بكيغالي عاصمة رواندا حيث الأمطار على مدار الـ 24 ساعة ولكنك تستمتع بها لأنها تغسل الطرق بدون حاجة للماء والصابون … وتزيدها روعة وجمالاً وتجعلك تتساءل :ـ أين تذهب مياه الأمطار ولماذا لم تتصدع الطرق ولم تظهر الحفر والمطبات؟؟؟ … من أجل هذا كانت رواندا البلد السياحي من الدرجة الأولى بالرغم من الإبادة الجماعية التي حدثت بها والحروب التي استمرت حتى العام 1994 ولكنها تحولت من الإبادة الجماعية إلى دولة سياحية من الدرجة الأولى.
فأين نحن من ذلك ولدينا كل المقومات التي تؤهلنا لنكون الدولة السياحية الأولى؟؟؟
إذاً نحن لم نصل لمرحلة غسل شوارعنا بالماء والصابون والسيارات المخصصة لذلك فكان يجب أن نصين طرقنا أولاً ونزيل الأوساخ والنفايات ومن ثم نغسلها حتى تنبعث منها روائح ذكية …فغسيل الشوارع بالماء والصابون يكون له مغزى ثاني في بلد هي أصلاً نظيفة ولكن أن تكون في عاصمة أكثر اتساخاً فهذا أمر محير… ينقضي العيد وتكون الأسواق وكأنها مكان لرمي الأوساخ، لأن الأسواق قبيل العيد بعدة أيام تستقبل العشرات من المشترين وبالتالي تكون عرضة لرمي الأوساخ … هذه الأوساخ تظل لتختلط مع مياه الأمطار ومن ثم حدث ولا حرج … الآن الأسواق تعاني ما تعاني.
فحديثي هذا ليس من التقليل بمكان ولكن أردت به أن ألفت الانتباه إلى البدء بالنظافة أولاً وإزالة كل الأوساخ والنفايات ومن ثم نبدأ في إزالة الأتربة.