ربع مقال
الأقصى.. هوان الأمة!!
خالد لقمان
في حالة من أكثر حالات الضعف والهوان الإسلامي والعربي، استطاعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن ترسم وبكل عنجهيتها واستهتارها أسوأ مشهد ظلامي منذ احتلالها للقدس منذ نصف قرن في العام 1967م.. وذلك بمنعها للصلاة في المسجد الأقصى إثر تلك المعركة الخاطفة لشبان فلسطينيين مع بعض الجنود الإسرائيليين على أحد أبواب المسجد، التي انتهت بمقتل اثنين من جنودها وثلاثة من الفلسطينيين.
الاستهتار جاء بإعلان سلطات الاحتلال المسجد والبلدة القديمة منطقة عسكرية مع الاعتداء على حراس المسجد ومصادرة هواتفهم ثم إخراج المصلين بالقوة من الأقصى وإغلاق أبوابه كافة أمامهم.. هذا هو المشهد الذي رسمته إسرائيل، فماذا كانت ردة الفعل العربي- الإسلامي؟! المناشدة والمطالبة وانتظار “نتنياهو” ليرفع هاتفه ليجيب على مكالمات رؤسائهم الرخوة وعباراتهم والبائسة.
ولعل أهم ما خرجنا به من أزمة الأقصى هذه أنها كشفت مدى الهوان الذي صار فيه العرب والمسلمون بعدما نفذت فيهم خطة الإضعاف والإهلاك التي بدأت باحتلال العراق وإعدام الرئيس “صدام حسين”، وصراع سوريا وليبيا واليمن، وتحقيق فتنة العهد الجديد بين أكبر الأقطاب الإسلامية والعربية، وهو مشهد آخر حققته إسرائيل بنجاح تربعت بعده على المنطقة تجول فيها ما شاءت وتطوف حيث لا أحد يمنعها ولا سيف يردعها.. لك الله يا أقصى هو وحده من يحفظك ويمنع عنك سفهاء بني إسرائيل بنجاستهم وقذارتهم.