رأي

بكل الوضوح

مراكز غسيل (ذات الخمسة هموم)
وسموم الفشل الإداري !!
عامر باشاب

{ يبدو واضحاً أن مراكز غسيل الكلى عندنا في السودان هي ذات نفسها تحتاج لغسيل يزيل عنها سموم الفشل الإداري و تردي الخدمات والروائح الكريهة والأوساخ التي ظلت تتراكم بسبب الإهمال إلى أن وصل بها الحال إلى مرحلة محبطة جداً حتى للعاملين فيها بمختلف تخصصاتهم ومعظمهم يبحثون عن مخارج للهروب من تلك الأوضاع.
{ بالأمس، وعبر الهاتف اتصل عليَّ مواطن وبصوت مشحون بالحزن والأسى   والحسرة بدأ يحدثني عن معاناة الكثير من ضحايا الفشل الكلوي ومن ضمنهم والدته وعذاباتهم اليومية داخل مراكز غسيل الكلى.
{ ثم بدأ يصف لي الأوضاع المتردية بمركز غسيل يتبع لمستشفى عسكري معروف والمعاناة فيه، كما حكى، تبدأ بالأعطال المستمرة للأجهزة الطبية ومن بينها (ماكينات) الغسيل، بالإضافة إلى تعطل أجهزة التكييف وقطوعات الماء والكهرباء وغير ذلك من المشاكل المزمنة.
{ في لقاء صنعته الصدفة جمعني بأحد الأطباء الكبار القريبين من مراكز الكلى الحكومية أخبرني بأن الكثير من هذه المراكز ليس بها الحد الأدنى من الإمكانيات التي تجعلها تقدم خدمات طبية وغذائية ودوائية مثل تلك التي تقدمها نظيراتها من مراكز الغسيل في كثير من البلدان حولنا، وعاتب الصحافة على عدم التفاتها لمثل هذه القضايا الإنسانية وتنبيه الدولة لمعالجتها.
{ قريب لي من ضحايا الفشل الكلوي  وهو يعتبر من قدامى المغتربين أتت به رياح النظم الجديدة التي فرضتها السلطات بالمملكة العربية السعودية  لإعادة تنظيم إقامة الوافدين ظل هناك لأكثر من ثمانية عشر عاماً، ينعم بالرعاية الطبية المجانية بواحد من مراكز غسيل الكلى بمدينة جدة، وطبعاً جميعها  (ذات خمسة نجوم ) و(أنا أشهد على ذلك).
 { قريبي هذا مجرد عودته للسودان قبل عدة أيام صدم بالعديد من أشكال وألوان المعاناة والأزمات بمراكز غسيل الكلى  خاصة الحكومية (ذات الخمسة هموم) تجول في معظمها بحثاً عن غسلة تريحه من أثر السموم وفي الآخر وبعد (التلتلة والبهدلة الصحية) وجد نفسه مضطراً لأن يدفع (ألف وخمسمائة جنيه) للغسيل لمرة واحدة فقط في أحد المستوصفات الخاصة، علماً بأن حالته تحتاج للخضوع للغسيل مرتين في الأسبوع على الأقل .
وعندما سألته هل عودته للسودان نهائية قال بعد الذي شفته جعلني أفكر في العودة إلى السعودية في أسرع وقت وسيبقى هناك مدى الحياة حتى لو أخذوا كل راتبي نظير إقامتي بينهم . (هناك بالمجان تجد الصحة والعافية وهنا بقروشك تفقد روحك). 
{ وضوح أخير 
{ حقاً من لهذه الأوضاع والأحوال المتردية في الحقل الصحي بعد عجز وزير الصحة الاتحادي  “أبو قردة” وفشل الوزير الولائي “مأمون حميدة”؟ .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية