تقارير

(المجهر) تواصل كشف المثير حول اختفاء "أديبة" والقبض على مشتبه بهم

الكلاب البوليسية تقتحم منزلاً مهجوراً به دماء وتتقصى الأثر حتى مياه النيل
أسرة المختفية: نستبعد اختطافها وننتظر نتيجة فحص (DNA) للجثة المجهولة
الخرطوم – محمد أزهري
خيمة كبيرة تشبه خيم المناسبات السعيدة، نصبت للترقب والانتظار بمنزل أسرة السيدة المختفية “أديبة فاروق” بحي أبو آدم جنوب الخرطوم، نساء المنطقة وكأنهن لم يسمعن بشائعات الاختطاف المغرضة، يتجمعن في طرقات الحي ويتحركن بطبيعتهن، وبعضهن يثرثر حول قصة الاختفاء الغامض، التقطت أذني ثرثرت إحداهن لزميلاتها وهي تقول: (والله يا بنات أمي أديبة دي طيبة جنس طيبة).
الخيمة رغم مساحتها الكبيرة لكنها ضاقت على ذوي المفقودة، الذين تقاطروا من أصقاع البلاد المختلفة، حركة لا تهدأ داخل الخيمة وخارجها الكل يترقب أخباراً سعيدة عن ابنتهم.
زوجها الباشمهندس “الإمام عبد الباقي” تبدو عليه ملامح الحزن، لكنه يستقبل الناس بصدر رحب.
 (المجهر) حاولت استنطاقه، بيد أنه رد بصوت خافت بفعل الإعياء (والله أنا تعبت من الكلام)، فأخذ قفاز الحديث شقيقه “حسب الله عبد الباقي” وكشف تفاصيل مثيرة حول حادثة الاختفاء التي دخلت يومها الثامن دون أن تحمل إجابات كافية لأسئلة الشارع العام الذي ظل عرضة للشائعات البغيضة، في حوار مقتضب.
}ما الجديد حول اختفاء “أديبة”؟
 -جونا ناس المباحث أمس، ومعهم الكلاب البوليسية ودخلوا بيتاً مهجوراً يقع بالقرب من الفرن الذي ذهبت إليه “أديبة”.
}ماذا وجدت الكلاب داخل المنزل؟
-وجدت آثار دماء على حائط المنزل وقطعة قماش، ثم خرجت تتبع الأثر وسلكت طريق العزوزاب حتى وصلت النيل الأبيض ثم اقتحمت المياه بمسافة تقدر بنحو أربعة أمتار.
}يقال إن القطعة هي ثوب “أديبة”؟
-لا ليست ثوبها، بل هي قطعة نسائية عادية، أخذتها الشرطة.
}المنزل المهجور قريب من منزل المفقودة؟
-نعم.. وكذلك قريب من الفرن الذي ذهبت إليه، يعني كلها (700) متر من الفرن.
}كيف تصف لنا حركة الطريق الذي سلكته “أديبة” للفرن!!
-حركة الطريق أقدرها بنسبة (10%)، يعني أنه طريق ميت.
}هناك حديث عن إيقاف الشرطة لمشتبه بهم؟
-فعلاً الشرطة عندما فتشت المنزل المهجور وجدت به عمالاً وأوقفتهم رهن التحقيق.
}هل تتهمون شخصاً بعينه؟
-لا نحن لا نوجه اتهاماً لأحد، لكننا واثقون من أن الشرطة ستنجح في كشف الغموض الذي حام حول الحادثة، هم طمأنونا بأن الفرج القريب.
}ما حقيقة الجثة التي عثر عليها في النيل؟
-نعم حقيقة الشرطة عثرت على جثة سيدة تشبه ابنتنا وأخطرتنا ثم توجهنا إلى المشرحة وهناك عرضت الجثة على زوجها وبعد تمحيص شديد قال إنها ليست زوجته، ولمزيد من التأكد أحضرنا خالتها إلى المشرحة أيضاً نفت أن تكون الجثة لـ”أديبة”.
}حسب معلوماتي أن الجثة كانت متحللة؟
 -الجثة كانت غير واضحة المعالم، وليس بها شعر في الرأس، لذلك كان التعرف عليها صعباً.
}التعرف على الأقارب يكون سهلاً مهما تغيرت الجثة؟
-حقيقة، لكن الجثة التي عثرت عليها الشرطة متضخمة وغير واضحة.
 }إذن هناك حاجة لفحص (DNA)؟
-هذا لم يفت على الشرطة، فهي أخذت عينتين من ابنها وشقيقها بجانب عينة من الجثة للفحص.
}قطعاً أنتم الآن تنتظرون نتيجة الفحص؟
-بالتأكيد نحن الآن ننتظر نتيجة الفحص، ربما يوصلنا إلى قناعة لأننا الآن نعيش حالة حرجة ونحن راضون بالقضاء والقدر.
}هل ترجحون اختطافها؟
-لا أولاً ما في زول شاف عربية ولا طيارة ولا كارو اختطفتها، وهي خرجت لشراء العيش حوالي الساعة الثانية ظهراً.
}ما رأيك في الشائعات التي تروج لحوادث الخطف وتجارة الأعضاء البشرية؟
 -بالنسبة للشائعات نحن نعتبرها تضليلاً للرأي العام وكذباً وافتراءً، لأننا حتى الآن لم نجد معلومة تؤكد لنا مكان ابنتنا، ومن خلال قربنا من قيادات الشرطة هذه الأيام، قالوا لنا لم يرد إلينا بلاغ واحد لحادثة اختطاف، ومن جهتنا نطالب كل ذي ضمير حي أن يدعو معنا حتى تعود “أديبة” سالمة.
}عرفنا على أصل الأسرة؟
-نحن ننتمي إلى قبيلة الكواهلة شدايدة من منطقة دوبة شرق سنار، وجد المختفية “أديبة” هو ناظر الكواهلة المعروف “يوسف فضل المرجي”.
}أنتم راضون عن اهتمام الجهات الرسمية بالحدث؟
-راضون كل الرضا، لأن كل الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الشرطة، وقفت معنا وقفة رجل واحد ولا تزال تقف بجانبنا، وهي مهتمة بالأمر جداً.
}في الختام ماذا أنت قائل؟
-في الحقيقة أنا عاجز عن الشكر لكل من تكبد المشاق وحضر إلينا من أبناء قبيلة الكواهلة، ووسائل الإعلام المختلفة، ولا أخفي عليك سراً أن هناك أشخاصاً حاولوا تحريضنا بالخروج إلى الشارع، لكننا والحمد لله نحن عاقلون وثقتنا في أجهزتنا الشرطية كبيرة جداً ولا تحدها حدود.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية