شهادتي لله

زيارة الرئيس لروسيا .. لا أدنى من الدفاع المشترك

إذا كانت دول الخليج العربي لا تريد وساطة من السودان، فالأجدى لبلدنا وشعبنا أن نتفرغ لحل مشكلاتنا الداخلية .. السياسية والاقتصادية والأمنية .
في جدول برنامج الرئيس “البشير” الشهر المقبل، زيارة تاريخية مهمة إلى روسيا.. الدولة العظمى، وينبغي أن تركز جميع الوزارات ومؤسسات الدولة المعنية بالملف، في إعداد الخطط والمشروعات والمقترحات المناسبة لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من مكاسب اقتصادية .. وعسكرية .. ودبلوماسية خلال هذه الزيارة .
لا نريدها أن تكون زيارة للفرجة.. والنزهة.. وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بالأحرف الأولى، بل زيارة لتوقيع اتفاق شراكة إستراتيجية عميقة تشمل كل المجالات بما فيها (الدفاع المشترك)، كما هو الحال بين ” تركيا ” و ” قطر” .. وهو ما حمى الأخيرة من تداعيات الأزمة الخليجية الناشبة .
ولأن هذا ما كان يجب أن يكون منذ سنوات، لولا أن بعض مسؤولي حكومتنا ظلوا يرهنون مستقبل بلادنا إلى آمال سراب عنوانها : رفع العقوبات الأمريكية وسحب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فإن المطلوب اليوم ترك كل تلك الخزعبلات وراء ظهورنا والتفرغ للقادم، ليكون أحلى!!
لقد ظلت بلادنا مرهونة إلى ذلك الوعد الكذوب لعشرين عاماً طويلة، غير أن وتيرة اللهاث نحو ذاك السراب تسارعت بدرجة مخيفة خلال السنوات الأخيرة، ما عطل كل مسارات الدول نحو العالم الآخر، وأبقى فقط على مسارات أمريكا (الخمسة) !!.
والوضع إذ ذاك، لم تعجبني مفردات وزير الخارجية البروفيسور “غندور” في مؤتمره الصحفي الأخير، وهو يعتبر زيارة الرئيس لروسيا اعتيادية ولا علاقة لها بمحاور، و يربطها ببرقية لـ”البشير” من الرئيس الإريتري “أسياس أفورقي” !! رغم أن البروف نفسه هو مهندس رحلة روسيا!!
كان مهماً .. وما يزال .. وفي الوقت سعة التأكيد على أهمية زيارة روسيا، والتنويه بشدة إلى مكانة “موسكو” الرفيعة في المجتمع الدولي، ما يجبر الولايات المتحدة – ذاتها – إلى أن تسعى للحوار معها للاتفاق على سبل تسوية الأزمات في سوريا وغيرها، فما الذي يجعلنا نحن .. الباحثون عن سند دولي وحلف عسكري .. أن نعتبر زيارتها اعتيادية، خاصة في معرض الحديث عن تسويف أمريكي وعدم وفاء بالعهود؟!
على الدولة أن تعد لهذه الرحلة الأهم على الإطلاق، ما يناسب مصالح دولتنا وشعبنا، بما في ذلك مشروع اتفاق للدفاع المشترك، والتبادل التجاري بغير الدولار واليورو، وفتح قنوات مصرفية .. وشراكة حقيقية في مجالي الزراعة والتعدين .
وكي يتحقق ذلك، لابد أن يسبق وفد مقدمة (فني) دبلوماسي و اقتصادي وعسكري وفد الرئيس .
كفاكم تضييعاً للفرص .. وتضييقاً على الشعب!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية