نوافذ

أزمة الخليج.. وماذا عن أزمتي؟

رغم أنني لا أجيد قراءة الواقع السياسي.. إلا أنني كجزء من المجتمع العربي.. والمسلم.. ترقبت مخرجات الاجتماع الذي ضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة مصر في عقر دار الأخيرة، ترقبتها بشيء من التوتر.. وكثير من الرجاء.. وأنا أتمنى أن تصبح كل هذه الخلافات كحلم مزعج وسرعان ما ينقشع الظلام فندرك أنه لم يكن سوى حلم.
قديماً عُرفنا بأننا (حلالين شبك).. والتاريخ أكبر شاهد على ذلك.. وحديثاً أكبرت هذا الدور الذي اختاره السودان في محاولاته لإصلاح ذات البين وإن سقط اسمه سهواً أو عمداً في خضم الشكر الذي أرسله وزير خارجية مصر للكويت.
تأتي هذه الأزمة العربية.. والعاصمة القومية في ظل أزمتين تنام إحداهما سراً على المستشفيات.. وتخرج الأخرى علناً كلما خرجت للشارع..
وأنا أيضاً أعاني من أزمة قوية.. على الجانب الآخر من الكرة الأرضية.. فربما لجأت الدول العربية لمجلس الأمن الدولي.. وربما فتح الله بصيرة المسؤولين عن صحتنا لأزمة الإسهال المائي الذي بات خطراً يهدد صحة المواطنين.. وربما عادت السحب أدراجها خوفاً على من لا مأوى لهم من مائها..
لكن ماذا عن أزمتي!! شوق يخترق الروح كسهم مسموم من يد عدو بارع.. فلا الجرح يلتئم.. ولا السم يستحي من وهني فيفسد..
أشتاقك.. فرحاً يفرد ستره على عورة الحزن فأبتسم حتى آخر قدرة لاتساع الفم.
أمناً ينساب على خوفي..
لحناً يدغدغ أذن الليل.. فتتراقص النجمات طرباً..
عافية تجوب شوارع الأرض.. تطرق الأبواب.. تملأ حاجة الأجساد لها.. ثم تعود.. لا تؤمن بشيء سوى الإنسانية.. لا عرق.. لا جنس.. لا قبيلة.. لا لون.. لا طعم.. لا رائحة.
سلاماً يرفرف بأجنحته فوق أرض الحروب.. فتندثر آخر محاولات الدمار.. وتختبئ الأسلحة طوعاً لتحلق الحمائم عالياً..
شجراً يحضن الغيم يتشرب بدفئه حتى آخر قطرة.. يعود إلى الأرض فيقسم الماء على احتياجات البشر..
أنت وحدك.. منفذ السلم..
وحدك.. مصباح علاء الدين..
فقط تطل.. لتستقر الأوضاع.. لتعود الأنهار إلى عذوبتها.. ليفتك الدفء بالصقيع.. وتنام الأغنيات على خدر الوتر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية