بعد ومسافة
مشكلة جديدة تواجه الحجاج السودانيين!
مصطفى أبو العزائم
لن تكون الرسوم العالية وحدها هي المشكلة التي ستواجه الحجاج السودانيين، والتي تجاوزت الأربعين ألف جنيه، مليون بالقديم.. وقد كانت الزيادة مفاجئة إذ تجاوزت المائة وعشرين بالمائة، ووئدت آمال الكثيرين في أداء فريضة الحج هذا العام مع إصرار الحكومة ممثلة في مؤسساتها وهيئاتها وأجهزتها المختلفة على التمسك برسوم ما أنزل الله بها من سلطان تتمثل في ارتفاع قيمة تذاكر السفر – جواً وبحراً – رغم أن الباب كان يمكن أن يكون مفتوحاً للتنافس بين شركات الطيران المختلفة للإسهام في تقليل التكلفة، ولو بنسبة قليلة، لكن الأسعار كانت أعلى مما هي عليه.. ثم جاءت بيانات الإدارة العامة للحج والعمرة، ومن خلفها وزارة الإرشاد والأوقاف لتقول لنا إن تكلفة الخدمات قد بلغت (76%) من جملة المبلغ.. بمعنى أن تكلفة الخدمات فاقت الاثنين وثلاثين ألف جنيه سوداني – مليون بالقديم – فتأمل!
هناك رسوم إدارية حسب ما قال به المسؤولون بلغت (0.5%) وأمصال للتطعيم بلغت (1.0%) إضافة إلى تكلفة ولائية وخدمات بلغت (2.5%).. مع التأكيد مرة أخرى على ارتفاع قيمة تذاكر السفر التي تمثل (20%) من جملة التكلفة، أي حوالي الثمانية آلاف وخمسمائة وستين جنيهاً أو أكثر.. رغم أن الفرق بين قيمة الحج عن طريق الجو لا تختلف كثيراً عن قيمة الحج عن طريق البحر.
نحن نقدر المجهودات التي بذلت من أجل تحسين الخدمات وزيادة عدد الحجيج من (25) ألفاً إلى أكثر من (32) ألفاً، وهذا أمر تشكر عليه السلطات السعودية التي زادت حصة السودان هذا العام، لكن هذه الزيادات نحسب أنها ستكون نظرية في ظل هذه التكلفة العالية والزيادات التي ستحرم الكثيرين من أداء الفريضة هذا العام، خاصة وأن التكلفة أعلى بكثير من إمكانات الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب المسكين الذي أثقلته الأزمات وهده الفقر بسبب سوء الإدارة والسياسات الرعناء رغم أنه يعيش في واحد من أغنى بلاد الدنيا.
نتساءل.. لماذا تصر الحكومة على التدخل في شؤون العبادة والرياضة.. وتنصرف عن إدارة شأن توفير الخدمات وتسهيل سبل كسب العيش وتوفير فرص العمل لملايين الشباب؟ نتساءل حقيقة لماذا تتدخل الحكومة في كثير مما يعوق انسياب حركة المجتمع بدءاً من تدخلاتها السافرة في الصراعات داخل اتحاد كرة القدم السوداني، وانتهاءً بالتدخل في شأن العبادات.. ولماذا لا يتم تحرير أمر الحج والعمرة مثلما كان عليه الحال قبل عشرات السنين بعيداً عن السعي وراء الرسوم والجبايات وإرهاق المواطنين؟!
مع ذلك.. برزت مشكلة جديدة الآن أمام الحجاج السودانيين الذين يتعاملون مع وكالات السفر والسياحة، وهي أن وزارة الحج السعودية طلبت توثيقات محددة من هذه الوكالات خاصة بترتيبات الحج وعمرة 1439هجرية، لكن هذه التوثيقات تعطلت.. والسبب ببساطة محزنة ومخجلة أن التوقيع المعتمد لدى وزارة الخارجية في وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم، هو توقيع السيد مدير عام الوزارة – الوكيل – فقط دون غيره من سائر قيادات الوزارة والعاملين بها، والسيد المدير العام في إجازة لمدة (45) يوماً تتعطل خلالها مصالح البلاد.. والعباد.
لا حول ولا قوة إلا بالله