أخبار

صورة "قاسم بدري"

ظللت أحتفظ في نفسي بصورة زاهية للبروفيسور “قاسم بدري” مدير جامعة الأحفاد الصرح الذي علم بناتنا وزوجاتنا وأخواتنا علماً نافعاً ودفع بالآلاف لمعترك الحياة نساءً يساهمن في صناعة حاضر ومستقبل الوطن.. وأجد الأحفاد كمؤسسة تقف نصيراً للأطراف القصية والمجموعات التي حظها من التنمية قليل.. وصورة “قاسم بدري” في مخيلتي شيء.. وما جاء به الرجل في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم نهار (السبت) الماضي شيء حطم عندي تلك الصورة الزاهية، وما هي إلا صورة زائفة متخيلة عن أستاذ جامعي ينظر إليه الشعب السوداني بعين الرضا.. عن أفعال تلك المؤسسة العريقة ولكن المرء مخبوء تحت لسان. حينما تحدث د.”قاسم بدري” سقط وسط النخب سقوطاً لم يثر شفقة حتى أصحاب القلوب المرهفة.. وإليك عزيزي القارئ فصول من وقائع السقوط الذي اختاره بروفيسور “قاسم بدري” في نهار (السبت) وبجامعة الخرطوم.
وقائع السقوط بدأت بحديث الصحافي “محمد محمد خير ” بطريقته الساخرة وشاعريته الحالمة التي تطغى أحياناً على عقلانية السياسي، تحدث “محمد محمد خير” عن فترة النضال في مواجهة الإنقاذ وسرد تفاصيل علاقته بالسيد “مبارك الفاضل المهدي”، لأن المناسبة كانت تقديماً لأول كتاب خطه قلم “مبارك الفاضل” تحت عنوان رئيسي (ماذا جرى) وعنوان فرعي توضيحي أسرار الصراع السياسي في السودان 1986 – 2016م، وقد ذكر “محمد محمد خير” أن المعارضة التي تشكلت في الخارج بعد انقلاب 30 يونيو تعددت مشارب منسوبيها من نقابيين مفصولين وقادة خدمة مدنية وضباط جيش سابقين وآخرين من السكارى. وهنا.. رفع الإسلامي “عمار محمد آدم” صوته عالياً مقاطعاً “محمد محمد خير” وسط دهشة الجميع وبلهجة استنكارية قال “عمار” (عيب يا “محمد” البتقول فيه دا)، وحينما تحدث “حاتم السر” وزير التجارة حاول تلطيف الأجواء وتخفيض وقع حديث “خير” على جمهور الندوة بذكر سماحة وسخرية الصحافي الكبير حتى من نفسه، فكيف لا يسخر من رفقاء دربه، ولكن البروفيسور “قاسم بدري” الذي قدم نفسه كأنصاري وليس حزب أمة قال موجهاً حديثه للأستاذ “محمد محمد خير” (الخمرة ما لها)!! عبارة قاسية أسقطت الرجل من علياء الواقع الزائف إلى الحضيض.. وتحطمت صورته عندي وهو يتساءل (الخمرة مالها)!! ويتجرد من الثياب التي كانت تستر عورته  ويسير وسط الحشد الكبير عارياً.. الأستاذ الجامعي الذي نأتمنه على بناتنا وعلى أخواتنا وبنات أخواننا.. يقول جهراً على رؤوس المئات من النخب وفي جامعة الخرطوم (الخمرة مالها)!!
لن نحيله إلى آيات القرآن الكريم التي تحرم أم الكبائر لأن من يجعل القرآن دليل حياته لا يقول ما قاله البروفيسور.. ولن نردد مضار الخمر صحياً لأن البروفيسور “قاسم بدري” يعلم عنها أكثر مما نعلم.. ولكن كيف لرجل في قامته يتجرأ علناً لتمجيد ما حرمته الشرائع ولفظته المجتمعات السودانية وحتى الذين يتعاطون الخمر هداهم الله لا يجاهرون بالفسوق  والعصيان، مثلما فعل بروفيسور “بدري” الذي خيل إليه أن الجرأة على المقدسات دليل على رفعة المعارضين وعلو مقامهم وجسارتهم على خالق  العباد.. وقد تنامت ظواهر في مجتمعاتنا تدفع الشباب للتطرف والغلو في الدين.. والأنصارية التي يدعي “قاسم بدري” الانتماء لها.. وهي منه براءة الإمام المهدي من الخمارين وما نهضت المهدية إلا بعد تفشي الفساد في الأرض وحماية الحكومة التركية الغاشمة للتفسخ والانحلال، ومن دوافع  الإمام “المهدي” لحمل السلاح وجهاد المغتصب لبلادنا أن رجلاً في مدينة الأبيض عاصمة كردفان قد تزوج من رجل مثله وحينما اشتكى الناس للحاكم المغتصب كان رده أنها حرية.. فثار الإمام “المهدي”
 لنظافة المجتمع ولكن يأتي اليوم من يدعي الانتساب للمهدية ويقول (الخمرة مالها)!! ولم يجد الردع حتى من “مبارك الفاضل” الذي ربما غلبه الحياء والأدب والعشرة في ردع المتطاول سفاهة بروفيسور “بدري”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية