رأي

مسألة مستعجلة

 رفع العقوبات.. هل ما زالت الفرصة مؤاتية !!
نجل الدين ادم
الكل يترقب يوم (الأربعاء) المقبل سماع قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” بشأن الرفع النهائي للعقوبات الاقتصادية، ومخاوف وبشريات تتقاطع من هنا وهناك بشكل يجعل من القراءة الدقيقة لمآل ما هو متوقع صعباً، وللقائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم “استيفن كوتسس” الحق في أن ينصح الناس بعد قراءة الفنجان بشأن ما هو آتٍ من قرار من الإدارة الأمريكية، فالإرهاصات تارة تشير بقوة إلى أن رفع العقوبات واقع لا محال، وتارة أخرى تخيب التصريحات التي تترا الآمال وتجعل من قرار الرفع غير ممكن، ما بين هذه التناقضات يجئ السؤال المهم.. هل أوفت الحكومة بما طلب منها.. وهل جعلت الشروط الخمسة مثار الخلاف على أرض الواقع؟.. والسؤال الآخر هل ما زالت الفرصة مؤاتية للحكومة لفعل شيء يجعل من خيار رفع العقوبات واقعاً؟
نعم الحكومة أوفت بما عليها ولكن يبقى المحك في المزاج الأمريكي الذي يسيطر في كثير من الأحيان على واقع الحال ولا يجعل للأسباب موقعاً من الإعراب، أما الفرصة فإنها ما تزال قائمة لتعديل ما يمكن تعديله حتى تنال الحكومة مبتغاها برفع العقوبات في صورتها النهائية، لأن الواضح في الأمر أن الرئيس “ترمب” لم يحدد بعد موقفه من القرار المرتقب وينتظر تقلبات الظروف والأحوال ليرمي بقراره للرأي العام، والشاهد على ذلك ما قرأته أمس الأول، في عدد من وكالات الأنباء بأن (53) عضواً بالكونغرس الأمريكي دفعوا بطلب للرئيس الأمريكي “ترمب” بتأجيل رفع العقوبات عن السودان، تخيلوا أن هؤلاء النواب يصرون وفي آخر دقائق المباراة على تغيير النتيجة، ولربما أحسوا بأن الاتجاه يمضي إلى رفع العقوبات، لذلك آثروا تغيير الدفة، ومعلوم أن أغلبية الكونغرس الأمريكي هي من جاء بهذا القرار واقعاً، فيبدو أن هؤلاء السيناتورات يريدون أن يقطعوا الطريق أمام أي قرار إيجابي لصالح السودان، ولكننا لم نفهم ما السبب!
فيما تبقى من أيام تعد على أصابع اليد الواحدة، يمكن للحكومة أن تدفع الإدارة الأمريكية على المضي في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة نهائياً، تحتاج الحكومة أن تحرك آلياتها في كل الاتجاهات حتى تظفر بقرار إيجابي، من وجهه نظري أن المؤشرات البائنة تشير إلى قرار إيجابي، ولكن السؤال هل ستترك (اليوبيات) ذلك القرار يمر مرور الكرام دون أن تضع له المتاريس.. والإجابة هي لا، وخير دليل على ذلك ما دفع به الـ(53) نائباً من الكونغرس، من تحريض منظم، أرجو أن نستبق الخطى ونعد العدة حتى آخر يوم فربما يكون هناك هدف ذهبي يغير مجرى المباراة لصالح الفريق السوداني.. والله المستعان.  

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية