عز الكلام
هرمنا من الوعود!!
ام وضاح
ما عادت تطرب المواطن السوداني شاكلة الألحان الرومانسية التي تعزفها له الحكومة بين الحين والآخر فيما يتعلق بالحالة الاقتصادية، لأنها دائماً ما تبدأ أي الوعود بشكل أوركسترالي يداعب الدواخل، وفجأة نكتشف أنه عزف نشاز لا يطرب حتى زامر الحي.. وخلوني أقول إن كل البرامج التي طرحتها الحكومة في ما يخص الشأن الاقتصادي طلعت (فشنك وأونطة) ولم يشعر بها المواطن الذي انتظر أن تتحقق البرامج الاقتصادية التي راهنت على سياسات رفع الدعم أو حتى السياسات المتكلة على حيطة القروض والمنح وكله راح في الطراوة
أمس الأول بشر السيد “علي محمود” وزير المالية الأسبق الذي هو الآن رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان بحزمة (قرارات) تساهم في رفع الضائقة الاقتصادية، وهو لعمري حديث مستهلك شبع منه الشارع السوداني منذ أن كان الأخ “محمود” وزيراً للمالية في يده سلطان القرارات وعصا السياسات.. جميع النتائج أفضت إلى مزيد من التعقيدات الاقتصادية.. طيب السؤال المهم حتى نأخذ حديث الرجل على محمل الجد: هل هذه اللجنة في يدها صك القرارات الواجبة النفاذ لكل الجهات المسؤولة عن تنفيذ الخارطة الاقتصادية؟ أم أن اللجنة مخول لها وضع السياسات التي هي بمثابة خارطة الطريق الاقتصادية للمؤسسات والجهات كافة حتى لا تتنافر أو لا تعمل بإيقاع ورتم وحراك في اتجاه واحد.
لذلك خلوني أقول إن حديث “علي محمود” شبع منه الشارع السوداني أكثر مما شبع من الكسرة التي أصبحت هي الأخرى مكلفة، أما هذه الأحاديث فهي مجرد فرقعات يحدثها المسؤول الذي تطول غيبته عن الأجهزة الإعلامية والصحف فيتخير مثل هذه العبارات التي تلامس الجرح الحي ليطلقها هكذا على الملأ، وهو واثق أنها عيار فشنك لا يصيب لكنه بالتأكيد يدوي ويدوش ويلفت الأنظار.
الدايره أقوله إن أيما سياسات اقتصادية تحدثت عنها الحكومة أو ستتحدث عنها تظل سياسات فاشلة وغير مجدية طالما لم تلامس أوجاع الناس وقضاياهم الحقيقية، ولم تلغ بذلك مفردات مميتة كالفقر والجوع والمرض. هي قضايا آنية عاجلة ومهمة.. وعليكم الله خلونا من حنك النمل الذي أصبح طريق المخارجة من أي أزمة تفشل الحكومة في إيجاد حلول نهائية لها.
فيا أخي “علي محمود” اتخاذ القرارات الاقتصادية سهل وهين، لكن صعب التنفيذ.. صعبة المساواة وأصعب منهما العدالة في توزيع الكلأ والمرعى.
{ كلمة عزيزة
ستؤكد زيارة السيد الرئيس إلى الخليج العربي الملتهب هذه الأيام حرص السودان على هدوء البيت العربي، وتفسير ما يحدث الآن أنه مجرد خلاف عابر أو زوبعة محدودة في فنجان سيحتويها العقلاء حرصاً على أمن البلاد العربية، التي ضاع بعضها بكارثة الربيع العربي التي تحولت من نعمة إلى نقمة تدفع فاتورتها شعوب هذه البلدان. وأحسب أن موقف السودان الحيادي هو موقف فيه كثير من التعقل وعدم الاندفاع أو مجاراة من يودون (زق) السودان في ركن قصي وحيز ضيق.. بعدين منو قال إن الحياد نفسه ليس موقفاً، بل على العكس إذ إن هذه الوضعية ربما تمنح السودان ميزات إضافية للعب دور الشقيق المصلح المشفق والحريص.
{ كلمة أعز
منذ المطرة التي داهمت الخرطوم مطلع هذا الأسبوع، وحتى الأمس، ظل معتمد محلية الخرطوم الفريق “أبو شنب” (معسكراً) في جبرة لفتح المصارف والشوارع، وظل (ينكت) في النفايات والمخلفات حتى ظهرت رفات سيدة مقتولة في المنطقة.. غايتو يوم سعادة الفريق بكتشف ليكم في الخرطوم دي منجم دهب ولّا بئر بترول.