ملاحظات حول عودة "صديق الهندي" للاتحادي المسجل
عادل عبده
القضية العاصفة التي ترقد على أحضان التكتم في الاتحادي الديمقراطي المسجل هذه الأيام تتمثل في مشروع عودة الشريف “صديق الهندي” إلى عرينه القديم، بعد قطيعة دامية انعكست مراحلها الأولى في خطوة استقالته من منصب نائب الأمين العام عام 2009م، ثم جاءت المرحلة الأخيرة في يوليو 2011م، بعد إطلاقه ميثاقاً إصلاحياً بمعاونة أنصاره بنادي الخريجين أعلن فيه حل جميع أجهزة الاتحادي الديمقراطي فكان رد الفعل فصل الشريف “صديق” من الحزب.
خصومة الرجل مع أشقائه انعكست في هجومه الشديد لأداء الحزب ومطالبته بقيام المؤتمر العام، فضلاً عن ملاحظاته القاسية حول ملامح شراكة الاتحادي الديمقراطي مع المؤتمر الوطني.. بعد ذلك دخل الشريف “صديق” في مشاريع وحدوية وتنسيقية مع عدد من التيارات الاتحادية لم تستمر طويلاً، كان آخرها مشروعه الوحدوي مع الدكتورة “جلاء الأزهري” الذي تعثر في الانطلاق إلى الأمام.. الآن يعاود الشريف “صديق” الكرة من جديد، فهو يريد العودة بروح جديدة ورؤية مختلفة مع الأشقاء القدامى في الاتحادي الديمقراطي، فلا بد أن تخضع هذه اللوحة المتشابكة التي تحاول التخلق في المناخات المعقدة إلى الملاحظات الواقعية حتى تتسنى إضاءة المصابيح حول ملامحها وأبعادها.
الشاهد أن مشروع عودة “صديق الهندي” لحزبه القديم لا تخرج من معادلة التلاقي في قاموس السياسة المبنية على الدوافع والتطلعات في إطار التطورات السياسية المتسارعة في الساحة والحزب، التي أملت واقعاً مخيفاً يتطلب المواكبة والواقعية والمرونة، وهذا ما دفع طرفي مشروع العودة وهما “صديق” والدكتور “بلال” إلى التعامل مع هذه النقلة المتسارعة، فقد تنازل “صديق” عن شرطه القديم الرافض للوحدة مع المشاركة بينما وجد الدكتور “أحمد بلال” نفسه يتحمس لعودة شخصية سياسية في وزن “صديق الهندي” انطلاقاً من حسابات دقيقة.. السؤال المركزي: ما هو موقع الدكتور “جلال الدقير” والأستاذة “إشراقة سيد محمود” من مشروع عودة “صديق”؟ فالواضح أن الدكتور “جلال” ما زالت استقالته على الطاولة لم تُحسم بعد، وما زال الحديث كثيفاً حول حضوره مؤتمر الحزب العام عندما ينعقد، وبذات القدر ما زالت “إشراقة” ترفض خروجها من الحزب، بل اندلقت إرهاصات قوية حول قيام مصالحة سياسية بينها والدكتور “بلال”.
ما زال مشروع عودة “صديق” في طور النضوج لم تكتمل حلقاته، فهم يخافون عليه من الأضواء، وما زال عراب المشروع الأستاذ “السماني الوسيلة” يرفض إزاحة الستار عن هذه اللوحة المدهشة، فهنالك لجنتان مكونتان من خمسة أشخاص من الطرفين تحاولان تقديم الوصفة المطابقة للأفكار المشتركة، فالتحديات كبيرة والمخاطر موجودة فلا بد من تحديد المواقف من القضايا الحزبية والإستراتيجية ورسم الخريطة الوحدوية بمشاركة لجان الأقاليم.
من المؤكد أن مشروع عودة “صديق” سيجيز الوحدة ويطبقها بآليات التهدئة، فضلاً عن ذلك سيؤيد المشاركة في السلطة، فهي تعني وجود الاتحادي الديمقراطي في السياق الاجتماعي والحراك الطبيعي بين رموزه، وأمامنا المقولة المنقوشة في الصدور (يربطنا حبل ويقطعنا سيف) فالشريف “صديق” سيُدخل على المشروع أفكاره الموحية ومطلوباته المقبولة، فهو بلا شك إضافة كبيرة لا تقدر بثمن.
وفي السياق، نرى الشريف “صديق” الذي غادر حزبه وهو على وشك العودة، فلا شك سيجد أشقاء جاءوا من الرديف الآخر، فضلاً عن مناخات جديدة.. وأشياء أخرى.