تقارير

دائرة مكافحة الإرهاب تؤكد الاستمرار في جهود استعادة السودانيات المنتميات لـ(داعش)

إعادة (8) أطفال لآباء سودانيين ينتمون لـ(داعش)
رئيس الجالية بمصراتة يكشف عن مساعٍ لإعادة أمهات الأطفال المعتقلات بليبيا
الخرطوم ــ مهند بكري
وصل مطار (الخرطوم) أمس (الثلاثاء)، ثمانية أطفال “أربعة أولاد وأربع بنات” تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى (10) سنوات،  كانوا يعيشون مع آبائهم المقاتلين في صفوف تنظيم (داعش) بليبيا، وشهدت صالة (كبار الشخصيات) تقاطراً إعلامياً من جميع وسائل الإعلام ومن كل حدب وصوب لتغطية المؤتمر الصحفي الخاص بملف العائدين من الأطفال، وكان في مقدمة القادمين مع الأطفال رئيس الجالية السودانية بمدينة مصراتة “معتز ميرغني”. وتحدث في المؤتمر الصحفي ممثل لدائرة مكافحة الإرهاب العميد “التجاني إبراهيم”.. وجلست (المجهر) مع أسرتين من ذوي الأطفال العائدين، لهما بنات رهن الاعتقال بمدينة مصراتة.
“الصدمة” كانت تبدو جلية على أسرتي الأطفال العائدين من ليبيا، وقبل هبوط الطائرة بلحظات، جلست سيدتان ترتديان  النقاب في جانب من الصالة، وفي الجانب الآخر خمسة رجال، حاول الصحفيون استنطاق السيدتين إلا أن “الصدمة” كانت أقوى من أن تسمح لهما بالحديث عن تفاصيل حياة بنتيهما المحتجزتين.
غادرت “نوال حسن” إلى دولة ليبيا وانضمت لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية قبل عام، وهي الآن معتقلة بمدينة مصراتة، حسب ما أكد لـ(المجهر) الابن العائد “عبد السلام حامد”، البالغ من العمر قرابة (10) أعوام، وهو الأخ الأكبر لثلاثة أشقاء (ولد، وبنتين) وصلوا برفقته، بعد أن تمكنت السلطات من استعادة أبنائها الأربعة ضمن ثمانية أطفال آخرين، وصلوا مطار الخرطوم أمس (الثلاثاء)، وما زالت أمهاتهم في المعتقلات، وأوضح “عبد السلام” أن والده توفي في الغارات الأخيرة التي شنتها القوات الليبية واستعادت خلالها مدينة “سرت”.. وعن والدته “نوال”، قال إنها معتقلة منذ قرابة الـ(6) أشهر بمدينة مصراتة، ويجري الترتيب للإفراج عنها وإعادتها للسودان عقب مقتل أبيهم في صفوف (داعش). وقال شقيقها “محمد حسن”، في حديثه مع (المجهر) إن تفاصيل التحاق شقيقتيه “نوال” و”حجة حسن” بـ(داعش) يكتنفها كثير من الغموض، ولم يستبعد أن يكون زوجاهما قد لعبا الدور الأساسي في التحاقهما بـ(داعش) قبل المغادرة المفاجئة لشقيقتيه برفقة أطفالهما الخمسة إلى ليبيا، موضحاً أن زوجي شقيقتيه كانا دائمي السفر، ولفت “محمد” إلى عدم حضور أحد الأطفال مع أبناء الأسر الأربع العائدين، ومضى قائلاً: (ربما فقد، والله أعلم). 
{ أسرتان لم تتمكن السلطات من الوصول إليهما
العميد “التجاني إبراهيم”، ممثل دائرة مكافحة الإرهاب أكد خلال المؤتمر الصحفي، على مضي ترتيبات مشتركة بين الجانبين  (السوداني، والليبي) للإفراج عن السودانيات المنتميات لتنظيم (داعش)، وإعادتهن للسودان.. وبعث “التجاني” تهنئة خاصة للشعب السوداني بعودة عدد من أبنائه من مناطق عمليات خارجية، وأشار إلى أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ومنذ عودة الطفلة “لجين” قبل أشهر قلائل مضت، يبذل جهوداً حثيثة في إطار تحديد أماكن بعض السودانيين الموجودين في مناطق القتال وإعادتهم.
وأوضح “التجاني” عدم تمكن السلطات حتى الآن من تحديد مكان أسرتين لتسليمهما أنجالهما العائدين، وقال لـ(المجهر) إن دائرة مكافحة الإرهاب ستسلم ملفات الأطفال العائدين للمجلس الأعلى لرعاية الطفولة من أجل إخضاعهم لعلاج نفسي وإدماجهم في المجتمع. وأكد “التجاني” استمرار الجهود مع “مكتب النائب العام، وبلدية مصراتة” للإفراج عن من تبقى من أطفال ونساء في المعتقلات الليبية. 
{ مساعٍ لإعادة (6) سودانيات ينتمين لـ(داعش)
“معتز ميرغني” رئيس الجالية السودانية بمدينة مصراتة، نائب رئيس مجلس تنسيق الجاليات بليبيا، قال إن الدبلوماسية الشعبية التقت الدبلوماسية الرسمية لإطلاق سراح هؤلاء الأطفال، وشكر السلطات الليبية، خاصة “لجنة التحقيقات، ومكتب النائب العام الليبي، وجهات قضائية وعدلية مختصة بقضايا تنظيم الدولة بليبيا”، لتعاونها التام في ملف إعادة الأطفال إلى أسرهم الكبيرة وذويهم في السودان، وتابع: (وجدنا تجاوباً من قبل السلطات العدلية والحكومة بليبيا).
وعقب وصول الطفلة “لجين” واستقبالها بنفس الصالة، والآن تستقبل الأطفال الثمانية المفرج عنهم، كشف “معتز” عن مساعٍ وترتيبات أوشكت على الانتهاء بين السلطات السودانية والليبية بشأن الإفراج عن أربع نساء سودانيات وفتاتين انضممن لتنظيم الدولة، بجانب ثمانية أطفال، اثنان منهم “رضيعان” تتراوح أعمارهما بين (6 ـ 7) أشهر، تم اعتقالهما مع والدتيهما، وتم تحويل جزء منهم من مدينة سرت إلى مصراتة منذ قرابة الـ(6) أشهر عقب المعارك الأخيرة، التي استعادت من خلالها القوات الليبية سيطرتها على المدينة، وأوضح أن عدداً من الأطفال موجود في المعتقل برفقة أمهاتهم، وآخرون في مركز إيواء الهلال الأحمر، وأشار إلى أن السلطات الليبية قدرت أن الأطفال العائدين يجب أن ينشأوا في بيئة سليمة وفي كنف أسرهم الكبيرة.
وأشار “معتز” إلى عدم تمكن السلطات من تحديد أماكن وجود بعض أزواج المعتقلات ممن ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية، بيد أنه أكد وجود بعض منهم بالمعتقلات بمدينة مصراتة.
{ أطفال بصحة جيدة
قال “معتز” إن الأطفال والنساء السودانيات المعتقلات بدولة ليبيا بتهم التحاقهن بتنظيم (داعش) يتلقين الرعاية من قبل الهلال الأحمر ومؤسسة التأهيل بمدينة مصراتة، موضحاً استقرار الأوضاع الإنسانية بالمعتقلات، قائلاً: (الأوضاع الإنسانية للمعتقلين جيدة جداً والسلطات الليبية تعاملها جيد مع الأطفال، سواء أكانوا في المعتقلات أو مراكز إيواء الهلال الأحمر).
ومضى “معتز” قائلاً: (تسلّمنا الأطفال وهم بصحة جيدة ولا يعانون من أي أمراض، ولم تكن هناك أي تعقيدات في تسلّمهم وترحيلهم إلى الخرطوم، ولم يتم هذا إجباراً بل تم بموافقة الأمهات، وعقب تأكد الجانب السوداني والسلطات الليبية من موافقة الأمهات على ترحيل أبنائهن وإعادتهم لأسرهم الكبيرة، وتمت مكالمة بين الأمهات وأسرهن في السودان للتواصل معهن في هذا الشأن).
{ لم تتأثر علاقات البلدين
قطع “معتز” بعدم تأثر العلاقات بين (الخرطوم وطرابلس) في ظل انتساب بعض الشباب السوداني لتنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن العلاقات على صعيديها “الشعبي، والرسمي” تمضي بشكل ممتاز وهناك تعاون كبير بين الجانبين في ملفات مشتركة.
{ لم نكن نعلم بالتحاقهما بـ(داعش)
من جانبه، أوضح “قمر الدين أرباب” أحد أقارب “عبد الله يحيى”، زوج المعتقلة “نوال صابون”، الذي قتل في إحدى غارات القوات الليبية على سرت، أوضح عدم علمهم بالتحاق “عبد الله” وزوجته بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية، واستطرد بالقول إن الزوجين غادرا إلى مدينة الجنينة عقب إكمال مراسم زواجهما، ونحن نسكن بمدينة أم درمان، ولم نعلم بالتحاقهما بـ(داعش)  وإعادة أطفالهما للخرطوم إلا من السلطات هنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية