الحاسة السادسة
رشان أوشي
صحافي كامل الدسم
قبل ثلاثة أعوام وبضعة أشهر، بعث لي على دردشة فيس بوك، زميلي اليافع بضعة أسئلة تخص شأناً خاصاً بي، وطلب مني بأدب جم وثقة بالنفس أن أجيبه عليها، لأنه يعمل على كتابه (بروفايل) لي، حقيقة تفاجأت بطلبه، ولكن عز عليَّ أن أرده، خاصة وأني من أشد المعجبين بتجربته الصغيرة والثرة، بعثت له بالأجوبة حول نشأتي وتعليمي وأسرتي وتجربتي الصحافية، لأفاجأ في اليوم التالي بمادة صحافية مسبوكة ومميزة صاغها الفتى الذكي، ولم استغرب بعدها عندما تم تعيينه رئيساً للقسم السياسي بصحيفة (ألوان)، كأصغر صحافي يتقلد هذا المنصب الكبير والشاق، قدم “أكرم الفرجابي” تجربة مميزة وكبيرة فاقت سنه، وتجربته الصحافية القصيرة حتى قرر أن يغادرنا إلى الدوحة، قلت يومها إن مهنتنا المنكوبة في السودان فقدت شاباً لا يعوَّض.
تفاجأت قبل يومين بمقال منسوب لصحافي سعودي لا أذكر اسمه، ومنشوراً على الأسافير، يتهم فيه “أكرم الفرجابي” بالجاسوس، عنوانه:( أكرم الفرجابي.. صحافي بمرتبة جاسوس)، بحثت عن أسباب الهجوم عليه، وجدتها تتعلق بمادة صحافية كاملة الدسم مستوفية الشروط المهنية كتبها “أكرم” وتتعلق بالحصار على دولة قطر.
يبدو أن الصحافي الذي هاجم “الفرجابي” لا يعلم أن صحافة الخليج برمتها نهضت على سنان الأقلام السودانية منذ التسعينات، ونسي أن كوادر الصحف الأولى في معظم صحف الخليج أن لم تكن جميعها هم سودانيون أوفياء، يحبون مهنتهم ويخلصون لها، هم كالنحل لا يتوانون لحظة عن بذل الجهود لأجل القيام بواجباتهم.
فليعمل الصحافي إياه على محرك البحث قوقل ليبحث عن أسماء لها بريق الذهب في بلاده والخليج كافة من الصحافيين السودانيين، فليس منا جواسيس ولا عملاء، نحن شعب جبل على الأخلاق الرفيعة، و”أكرم الفرجابي” منا.