الحاسة السادسة
رشان أوشي
لاتقتلوا المروءة في الناس!
بعيداً عن زخم السياسة وقضايا الساعة التي شغلت الناس في الأسافير ومجالس المدينة وعلى رأسها إقالة مدير مكاتب الرئيس السابق الفريق “طه عثمان”، وفي ذات الوقت الذي انشغل فيه الإعلام بتلك القضية المثيرة للجدل كانت مبادرة شارع الحوادث في كسلا تعيش حالة من الإحباط والحزن والدهشة، حيث بعث مدير عام وزارة الصحة بالولاية والوزير المكلف بخطاب للمبادرة يطالب فيه بتسليم وحدة العناية المكثفة التي يعكف شباب المبادرة على إنشائها بتكلفه”2” مليون جنيه بالدعم والتبرعات، بدون أسباب مقنعة، فلم يكتمل المبنى بعد والعمل يمضي به على قدم وساق.
خطوة مدير عام الوزارة الذي بات واضحاً أنه يعمل لخدمة أجندة جهة ما متضررة معنوياً من نشاط شباب شارع الحوادث الخيرين، تبدو وكأنها حلم مليء بالكوابيس، فالرجل الذي يعد نفسه وزيراً للصحة في الولاية المنكوبة التي تشتهر بوفيات الأطفال، أول إنجاز في تاريخه هو ذبح مشروع خيري ينفذه شباب متطوعون لإنقاذ أرواح المئات من البشر، وفي ذات الوقت تعجز وزارته وحكومته عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها.
ينطبق على الوزير المكلف المثل القائل: (لا برحم لا بخلي رحمة ربنا تنزل)، فاقتلاعه مبنى العناية المكثفة الذي قطع في تشييده شباب المبادرة شوطاً مقدراً يعتبر جريمة في حق مواطن كسلا ويجب ألا تمر مرور الكرام.
إلى متى ستظل الدولة تتهرب من مسؤولياتها تجاه مواطنيها، وتلجأ للحلول المؤقتة، وفي ذات الوقت تناصب العداء شباباً رهنوا أنفسهم لخدمة الإنسانية.
لا تقتلوا المروءة في الناس .!