رأي

عز الكلام

إسهال أم استسهال؟!
ام وضاح
حتى أمس كنت أظن أن السياسة هي السبب الأول والأساسي في بروز نجم شخوص وتبوئهم مناصب مهمة وهم بلا خبرة وبلا مؤهلات كبيرة، فقط تصدرهم للمشهد سببه الأول والأساسي انتماؤهم للحزب الفلاني أو ولاؤهم المطلق للزعيم العلاني.. وحتى الأمس كنت أظن أن السياسة هي للأسف اللعبة القذرة التي تجعلك مضطراً أن تضع يدك في يد شخص بينكما بحر المالح في المبادئ والأفكار لكن اللعبة وضوابطها تضطرك أن تقابله بالأحضان، وكل ذلك موثق بفلاشات التصوير وعلى عينك يا تاجر.. وحتى الأمس القريب كنت أظن أن السياسة تجعل كثيرين ممن يمتهنونها مضطرين أن يبلعوا الذمة ويحولوا الحق باطلاً والباطل حقاً.. وكنت أظن حتى الأمس أن السياسة هي بمثابة حبوب منع الخجل لمن يتعاطونها وهم يرمون المبادئ والشعارات والوعود خلف ظهورهم، وما أن يصلوا لكرسي السلطة الوثير حتى يتحولوا من خانة الجماهير إلى خانة النخبة الحاكمة التي تجمعها المصلحة والمصير المشترك.. وحتى أمبارح القريبة دي كنت أظن أن السياسة هي التي تجعل بعضهم ينتقل من خانة الـ(ضد) المطلق إلى الـ(مع) المطلق، فقط لأن مصلحته اقتضت ذلك وينسى النقد ونبش الحال الذي كان يمارسه، وبمجرد أن تزغلل عينيه المغريات يتحول بقدرة قادر إلى حليف داجن ومقصقص الريش.. كنت أظن أن هذا أقصى ما يمكن أن تفعله السياسة بِنَا إلى أن اكتشفت أو اكتشف لنا الدكتور “علي الحاج” الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، في تصريحات نارية أن السياسة يمكن أن تتدخل في المسميات والتعريفات الطبية، حيث قال إنه وبصفته طبيباً ليس هناك مرض اسمه (إسهال مائي) وإن هذه مجرد (تسمية سياسية)، ووجه الدكتور رسالة إلى أطباء البلاد مذكراً إياهم بالمعايير الأخلاقية لمهنة الطب التي تحتم على الطبيب إعلان المرض ولو تم اكتشاف حالة واحدة.
بهذا الحديث يكون الدكتور “علي”، وهو طبيب، قد جهجه أفكارنا حيال ما تواجهه بلادنا هذه الأيام، وواضح من حديث الدكتور أنه على النقيض تماماً من تطمينات السادة المسؤولين الذين يؤكدون أنه مجرد (إسهال مائي) حده درب دربين، والدربات مالية البلد، والمواطنون (شايلنها بالقفة) كما قال بروف “مأمون حميدة” لقناة الخرطوم أمس، بل أكد وهو المسؤول الأول عن الصحة في الخرطوم أنها مجرد حالات معدودة لا ترقى إلى حد تسميتها (وباء).. وهنا يقع المواطن في حيرة من أمره يصدق منو ويكذب منو!!
وشخص بثقل وشفافية دكتور “علي الحاج” يقول على الملأ إن الموضوع كارثة ودمدمته وتغيير اسمه هي (سماية) ضبح ليها السياسيون، وبروف “حميدة” يقول الحكاية مجرد إسهالات محدودة وتمت السيطرة عليها.. فبالله عليكم نصدق منو؟ حيرتونا، وقد أصابنا الشك في الأزمة بكاملها هل هي أزمة وكارثة طبية تلاعب بها السياسيون وتعاملوا معها بقدر من الاستسهال وسموها (إسهال)؟ أم أن بروف “حميدة” صادق في كل ما قاله ودكتور “علي” وجدها فرصة لتسديد لكمة للحكومة والعاصفة برمتها لا وجود لها؟!
{ كلمة عزيزة
قامت محلية الخرطوم طوال الثلاثة أيّام الماضيات بحملات إبادة للخضر والفاكهة التالفة التي لا تصلح للاستخدام الآدمي، وهي حملات جاءت متزامنة مع مجهود جبار لرش الأسواق وما حولها للوقوف في وجه ما لا نعرف اسمه حتى الآن هل هو إسهال حكومة ولّا وباء معارضة.. لكن المهم أن هذه الحملات التي وقف عليها بنفسه المعتمد الفريق “أبو شنب” في عز الهجير وظمأ الصيام هي حملات ضرورية ومسؤولة لصون صحة المواطن والحفاظ عليها.
{ كلمة أعز
كان واضحاً أمس الأول تأثر وإعجاب الملك “صلاح بن البادية” بصوت “مهاب عثمان” الذي في أحيان كثيرة تخونه الاختيارات فلا يوفق في الوصلات التي يغنيها.. لكن هذا لا يعني أننا سننكر أنه صوت عذب وصافٍ يحتاج لمن يكتشف أبعاده الحقيقية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية