رأي

مسألة مستعجلة

موقف الحياد
نجل الدين ادم
الحياد لا يعني في كل حالة اتخاذ اللون الرمادي، الناتج عن خليط الأبيض والأسود، ومعروف عندما يوصف موقف شخص بالرمادي فان ذلك يعني أنه متردد أو كما يقال (ماسك العصاية من نصها)، فالحياد في غالب الأحيان هو عين الحكمة لحل المشكلة، كما هو الحال في موقف الحكومة من أزمة الخليج حيث مواجهة محور السعودية وبقية الدول لدولة قطر، فحسناً أن اختارت الحكومة (الحياد) موقفاً في التعاطي مع الأزمة، ويبدو أن الحكومة استفادت من مما حدث في السابق عندما وقعت أزمة دولة الكويت والعراق ووقفنا على عجل ودون حساب مع العراق وخسرنا دولة الكويت بكل ما قدمته لنا من دعم ومؤازرة ومساندة.
 حسناً أن كان القرار الأول الذي تسرب إلى الإعلام هو وقوف السودان في مسافة واحدة من الحلف ودعمه لمبادرة دولة الكويت في تجاوز الأزمة، إلى أن اعتمد حزب المؤتمر الوطني الحاكم عبر جهازه السياسي موقفاً رسمياً وهو أيضاً الحياد وعدم اختيار معسكر على حساب آخر، وكذا الحال في مجلس الوزراء الذي أيد رسمياً الموقف المحايد، وهذا إن دل إنما يدل على حسن الإدراك في التعاطي مع المواقف رغم حساسيتها، فبأي حال لا يستطيع أي من المعسكرين أن يصفنا بالتقاعس، سيما وأن رؤية الحكومة أن لكل أزمة حل.
لا أحد يستطيع إنكار مواقف الدولتين السعودية وقطر على السواء لكل منها قائمة (جمائل) في أوقات المحن وتربطنا بهما علاقات راسخة ومصالح لا  تقبل القسمة على اثنين.
وجميعنا رأى التحور في مواقف الولايات المتحدة نفسها من الأزمة والرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” يعلن مساندته لمعسكر السعودية في مواجهة قطر والإرهاب كما قال، لكنه ما لبث أن عدل موقفه في اليوم التالي، فكانما كلام الليل يمحوه النهار ، “ترامب” نفسه قال عن قطر إنها دولة مهمة ومحورية، ويحمد للحكومة أنها لم تقع في فخ هذا التخبط الذي يمكن أن يرتد عكسياً.
موقف الحياد من دولة الكويت والسودان من جهة هو ما مهد الطريق للطرفين لإعادة قراءة الموقف والقبول بمبادرة رأب الصدع .. تخيلوا لو لم تكن هناك دولة محايدة، وكان الموقف مع أو ضد، فمؤكد أنه لن تكون هناك أي فرصة لأي من المعسكرين أن يعيد النظر في موقفه أو يسمح بذلك.
 الأزمة الراهنة هي نتاج لتقاطعات تعلمها دول الخليج وحدها وليس أكثر من ذلك، لذا فإن أي محاولة لركوب موجة الاستقطاب ستكون سالبة، يمكن أن تكون نتائجها سالبة على الدولة صاحبة الموقف أكثر من المعسكرين.. لذلك في هذه الأحوال يكون الحياد هو الموقف الصائب، وأجد نفسي متفائلاً بإمكانية تجاوز هذه المشكلة.  

  

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية