ربع مقال
“خديجة بنت خويلد”..!!
خالد حسن لقمان
عندما اشتد مرضها قالت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها للنبي “صلى الله عليه وسلم”: هذه وصاياي:أوّلاً: إنّي قاصرة في حقّك فاعفني. قال ”صلى الله عليه وسلم”: حاشا وكلّا، ما رأيت منكِ تقصيراً، فقد بلغتِ بجهدك، وتعبت في داري غاية التعب، ولقد بذلت أموالكِ وصرفت في سبيل الله مالَكِ. ثانياً: أوصيك بهذه ـ وأشارت إلى فاطمة ـ فإنّها يتيمة غريبة من بعدي، فلا يؤذينها أحد من نساء قريش، ولا يلطمنّ خدّها، ولا يصيحنّ في وجهها، ولا يرينّها مكروهاً. ثالثاً: إنّي خائفة من القبر، أُريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفّنني فيه. فقام النبي “صلى الله عليه وآله” وسلّم الرداء إليها، فسرّت به سروراً عظيماً، فلمّا تُوفّيت وأراد النبي “صلى الله عليه وسلم” أن يكفّنها هبط الأمين جبريل وقال: (يا رسول الله، إنّ الله يقرئك السلام ويخصّك بالتحية والإكرام ويقول لك: يا محمّد إنّ كفن خديجة من عندنا وهو من أكفان الجنّة أهداه الله إليها). فكفّنها رسول الله “صلى الله عليه وسلم” بردائه الشريف أوّلاً، وبما جاء به جبريل ثانياً، فكان لها كفنان: كفن من الله، وكفن من رسوله.