عز الكلام
فريقان ولواء
ام وضاح
الصدفة وحدها جعلتني أمر نهار أمس بالشارع المقابل لمحلية الخرطوم بالعمارات، وحب الاستطلاع والحاسة الصحفية جعلتني أقف على إنجاز يستحق أن يعمم كفرمان لكل المسؤولين عنواناً للنجاح والفلاح والشفافية والإرادة والتصميم، والأهم من كل ذلك توجيه المال العام إلى حيث ينبغي أن يكون نفعاً وخيراً وعطاء.. والحكاية بدأت وعيناي تلتقطان مشهداً لآليات متوقفة مواجهة للمحلية من الاتجاهين الجنوبي والشرقي والآليات ضخمة وحديثة بشكل لا تخطئه عين، تعددت وتنوعت ما بين اللودرات والباك لودرات وتناكر عملاقة ودفارات جديدة “لنج”، ومن بين ثنايا هذا المشهد التقطت منظر عدد من الحافلات الجديدة المكيفة التي تقف كما أسراب الحمام بيضاء من غير سوء وعندها لم أترك لنفسي مساحة في الاجتهاد لمعرفة ما وراء هذا الحشد اللافت للآليات، فالتقطت هاتفي واتصلت على الأخ “شريف” مسؤول الإعلام بالمحلية وسألته مباشرة: يا “شريف” شكلكم في المحلية مستعدين للخريف من بدري بدلالة المعدات الضخمة التي تقف أمام مبنى المحلية ولّا الحكاية شنو؟ فقال لي الرجل: نعم هذه الآليات جميعها ستضعها المحلية في خدمة إحيائها ومواطنيها لا سيما والاستعداد للخريف يحتاج لمعدات من هذه الشاكلة لتكون فاعلة، وعلى أهبة الاستعداد أما الدفارات التي ترينها فهي دعم لوجستي مهم لإزالة المخالفات، وهي واحدة من المشاكل التي تواجه المحلية بشكل مستمر.. أما الحافلات المكيفة هذه فهي بالكامل قد وضعت تحت تصرف الموظفين تنقلهم من وإلى العمل مما يعد سابقة وقفزة في المحليات لم تحدث إلا في عهد الفريق “أبو شنب”، لأعود وأسأل “شريف” من جديد قائلة: بس هذه المعدات مؤكد استيرادها كلّف قروضاً بنكية ستتحملها المحلية لاحقاً، ليفاجئني “شريف” بالقنبلة أن كل هذه الآليات مشتراة من الداخل وبموارد المحلية، وقد بلغ ثمنها حوالي (48) ملياراً بالقديم. فقلت له: شنو؟ موارد المحلية فقط في عام ونصف العام هي عمر الفريق معتمداً عليها حققت كل هذه الثورة والنهضة التي شهدتها المحلية من شوارع مضاءة، إلى السوق المركزي وما حوله الذي أعيد تأهيله بشكل غير مسبوق، ثم ثورة المدارس التي أدهشت تفاصيلها كل من تابعها لتتحول إلى ملحمة من ملاحم التاريخ أعادت للتعليم والمعلم هيبته ومكانته، ثم العمل الجبار الذي يقوم في حدائق “الهيلتون”.. وها هي المعدات الضخمة تكمل الصورة وترسم روعة المشهد ليؤكد سعادة الفريق “أبو شنب” بهذه الخطوات السريعة التي تحققت في شهور أنه لا ينقصنا الرجال ولا تنقصنا الموارد والمال، ولا يتقصنا التخطيط، لكن تنقصنا الهمة، وتنقصنا الإرادة التي هي وحدها ما تجعل السراب واقعاً والأحلام حقيقة.
المسألة بالنسبة لي ليست مجرد احتفاء بآليات وعربات وإنجازات فقط، المسألة أهم وأكبر، وهي الاحتفاء والفخر بنموذج لمسؤول هو قدر الأمانة وبحجم التحدي، وعندنا دائماً التحدي مرتبط للأسف بالإحباط الذي غالباً ما يكسر المجاديف ويذبح الأمنيات، ليلون “أبو شنب” المشهد بألوان زاهية ويؤكد أن السودان بخيره، وفيه رجال عركتهم المعارك وقوت من عودهم المهام الجسام ليدهشونا بالإنجاز والإعجاز، ويشكلون العلامة الفارقة في نظافة اليد وعفة اللسان والإيمان بخدمة الإنسان، وأنه لا مستحيل تحت الشمس، والرجل في (18) شهراً حقق ما عجز عنه آخرون، حتى لو منحوا الفرصة (18) عاماً لما حققوا شيئاً.
والرجل كشف بهدوئه زيف أحاديثهم، وأن حراكهم المفتعل لم يكن إلا جعجعة بلا طحين.. فلله درك أيها الفريق “أبو شنب” وأنت تضع في أولوياتك الإنسان الذي هو أقيم معدن وأغلى عملة، فانحزت لمواطني المحلية ولموظفيها على حد السواء بهذه الطفرة والنهضة التي جاءت من خزانة المحلية لا سلفة بنوك ولا دين، بل خدمة وعرق جبين، توظيف حقيقي وشفيف للمال العام، الذي لو أنه وظف صاح لأحدث المعجزات.
{ كلمة عزيزة
أمس غشيت مجمع الجوازات في بحري لإجراء معاملة كانت في السابق تأخذ علي الأقل أربعة أيّام أكملتها داخل المجمع بالضبط حوالي (30) دقيقة، ليظل هذا الصرح شاهداً على فريق آخر هو الفريق “هاشم محمد عثمان” بأنه من الذين عاهدوا أنفسهم وشعبهم على الإنجاز والإعجاز، وهذه المجمعات ليست مجرد بنايات فخيمة ونظيفة، هذه قفزة وتحول في أداء الإنسان السوداني كسباً لزمنه واحتراماً لآدميته.
{ كلمة أعز
في دقائق وأنا شاهده على ذلك والرجل لا يدري أنني أتابع ما يحدث، وأنا بت حلال دائماً ما أكون في الزمن الصاح.. في دقائق أصدر معتمد محلية بحري اللواء “حسن إدريس” وهو في الشارع وبطواف ميداني أن تخرج آليات المحلية لمحاصرة تسرب مياه الصرف الصحي أمام مستشفى بحري.. وفي دقائق كان الرجل هناك وتمت المهمة تحت إشرافه المباشر، ولو أنه جلس في مكتبه ليقوم بالإنابة عنه آخرون لما حدث شيء.. ألم أقل لكم إن أمثال هؤلاء المتشبعين بروح العسكرية وانضباطها، المؤمنين بالوطن والمواطن، هم أفضل من يقود العمل العام، سرعة في اتخاذ القرار، ومتابعة له حسماً للفوضى والجرجرة والتطويل.