الحاسة السادسة
مساعد ياي!!
رشان أوشي
أكثر عبارة أعجبتني واعتبرتها الأكثر صدقاً على الإطلاق يتفوه بها سياسي، كانت تلك الجملة الشهيرة التي قالها كبير مساعدي رئيس الجمهورية السابق ورئيس حركة تحرير السودان “مني أركو مناوي”، قبل أن يضرب باتفاق أبوجا عرض الحائط ويغادر البلاد غاضباً، وقتها كان عائداً للتو من مناطق قواته في دارفور التي اعتكف بها قدراً من الزمن وهو(حردان) ولم تعره الحكومة اهتماماً، ربما (قنعت) هي الأخرى منه ومن الاتفاق، وقتها قال “مناوي” في تصريحات صحافيه(أنا مجرد مساعد ياي)، رغم فكاهة العبارة إلا أنها تلامس عصب الحقيقة المرة، وتؤكد يقينا بأن حكومة الإنقاذ ستظل ممسكة بزمام السلطة حتى الرمق الأخير لها، وأنها تسعى لتسويات سياسية تدعم انفرادها بالسلطة وتزيدها تشبثاً بها، وتجلى الأمر في تلك الخانات الهامشية والمضحكة التي تضع فيها حلفاءها من الأحزاب المشاركة.
تخيلوا معي السادة القراء أن حزباً بحجم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، يتحالف مع الحكومة، ويشاركها السلطة، بإصرار مريب من الميرغني الأب، والابن، ضاربين برفض القاعدة وقطاعات الطلاب والشباب وقيادات تهز وترز عرض الحائط، حتى دفع إصرارهم على المشاركة في السلطة إلى أن تطردهم القواعد من القيادة وتعلن فصلهم، ويتم تعيين الميرغني الابن مساعد أول لرئيس الجمهورية أمضى 90% من المدة التي قضاها في المنصب خارج البلاد غاضباً، ومعترضاً على تهميشه، و(صهينة) الحكومة منه، ومطالباً بإسناد ملفات حساسة له، ويعود إلى البلاد بعد (تحانيس)، ويخرج مسئول في مكتبه ليعلن أن السيد “الحسن” الحسيب النسيب راض عن الملفات التي أسندت إليه، تخيلوا معي ماهية الملفات الحساسة، من تلك الملفات ملف (قاعة الصداقة)، ألا يستحق الأمر فغر فاه الدهشة؟.
أي أنه علينا عند تعريف “الحسن الميرغني” علينا أن نكتب الآتي: (مساعد أول رئيس الجمهورية لشئون قاعة الصداقة)، كل ذلك يؤكد حقيقة واحدة مجردة، أن الحزب الحاكم لا يحتمل شركاء. يبدو أن “الميرغني” الابن مقتنع تمام القناعة بأنه مساعد رئيس الجمهورية لشئون قاعة الصداقة، وبات راضياً تماماً عن مهامه العظيمة عندما حاوره استاذنا الحبيب “ضياء الدين بلال” في خيمة الصحافيين التي تنظمها مؤسسة طيبة للإعلام سنوياً.