رأي

عز الكلام

ناكر الجميل!
ام وضاح
قرأت زاوية الأخت الصديقة “داليا إلياس” أمس الأول وهي تبدأ مشواراً جديداً مع الزميلة (آخر لحظة) قرأت زاويتها بتأثر شديد وهي تحكي رحلتها في صاحبة الجلالة ولَم تأخذها العزة بالنفس والأنا التي أصبحت مرض العصر فنسبت كل ما حققته من نجاح لشخصيات وقفت بجانبها وساندتها وفتحت أمامها طريق بوابات البدايات وأزالت عنها الرهبة واحتفت بها في مقال يفيض عذوبة لم تستحِ أن تقول إن الأخ “الهندي عز الدين” هو عرَّابها ومكتشفها الأول ولَم تتنكر للأخ “مزمل أبو القاسم” ووصفت فترتها في (الْيَوْمَ التالي) بأجمل الأوصاف ولَم تجعلها كما يفعل بعضهم صفحة تمزقها بمجرد أن أكملت قراءتها أو إناءً تبصق عليه بعد أن فرغت من تناول وجبتها فيه.
وسبب تأثري بما كتبت “داليا “إننا للأسف أصبحنا نعاني من ناكري الجميل وهؤلاء لا يستحون أن ينسوا وبسرعة ذاكرة سمك ما قدمته يداك لهم من خير أو معروف ليس بالضرورة أنك بذلته لتجعلهم عبيداً لك بقدر ما هو عربون محبة وخير كنت تنتظر أن يقابلوه بالامتنان والمحبة لكنهم للأسف يقلبون لك ظهر المجن وينكرونك كأنك لم تشكل لحظة في مشوار حياتهم أو تمثل عندهم ما يستحق الاحتفاء به والاعتراف ولعل مثل هذا السلوك العجيب ليس بالضرورة أن يكون شخصياً لا يتعدى دائرة شخص أو شخصين لنقلل من قيمته ونصفه بأنه غبن شخصي إذ أن الظاهرة تعدت ذلك بكثير وكم من شخوص أسهموا في حراك مجتمعي حقيقي وإنساني ولَم يجدوا في النهاية إلا النسيان والنكران والجحود كم من شخصيات ضحت وساهمت بفكرها ومالها من أجل فكرة أو كيان وفِي النهاية لم تجد من يقول لها شكرًا نبيلاً شكراً جميلاً، وتذهب هي الأخرى إلى مفرمة النسيان  ولو أن الإحساس كان غير والمشاعر لم تكن بهذا السواد وهذه القتامة  فلربما اقتربنا من فكرة المدينة الفاضلة وسكانها الأفاضل.
لو أن أي شخص احتفى واحتفل بمن أهداه خدمة أو دعماً نفسياً ومعنوياً وإنسانياً وشد على يده وقال له أمام الناس وبالصوت العالي: نعم أنت من وضعت مدماكاً في بناية حياتي وجعلتني أتلمس الطريق وأتخطى العترات وأتجاوز الدروب المظلمة والمقفولة، لو أن أي شخص فعل ذلك فلربما تخلصنا من أزمات كبيرة وكثيرة أسها وأساسها نحن البني آدميين نحن للأسف فيها الفاعل والمفعول به الجاني والضحية.
فيا “داليا ” شكرًا على هذا الاندياح الإنساني الذي دلقتيه مداداً على الورق وهذا السلام الداخلي الذي تعيشينه بعقل مفكر وقلب شاعر :
وإن أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
كلمة عزيزة
مؤسف ومؤلم أن تكتشف أن بعض البني آدميين هم مجرد شعارات زائفة وادعاءات لا علاقة لها بأرض الواقع، صدمني ذلك الذي يحمل لافتة الكرم وكأنه حاتم الطائي ولافتة الشهامة وكأنه ابن الخطاب رضي الله عنه في زمانه، صدمني وأحدهم يلجأ له في حل رقبة من المشنقة ومبلغ الفدية ينقصه بضع آلاف من الجنيهات تفصل بين حياة شاب ومماته رفض حتى مقابلة ذويه وتطييب خاطرهم ولو بكلمة والقروش في ستين داهية
  صحيح الشعارات الجوفاء هي مجرد رمال متحركة تدفن صاحبها سريعاً وتجعله أثراً بعد عين  خسارة وألف خسارة.
 كلمة أعز
بعض إفطارات السادة المسؤولين في رمضان أصبحت في أكثرها متشابهة ولا تخرج عن صحن قراصة أو عصيدة بملاح تعبان ومشروبات مسيخة لا تروي ظمأ صائم ماعارفه يعني ده تقشف ولا ده شنو  واللا  ما هي الرسالة التي يريدون إيصالها خصوصاً ومعظمهم في موائدهم الخاصة ما مقصرين وبها ما تشتهي  الأنفس يا أخوانا ألعبوا غيرها!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية