النوم في المساجد…رحلة البحث عن ملاذات (باردة) في نهار رمضان..!!
بعضهم تملأ أصوات (شخيرهم) أرجاء بيوت الله
تقرير – المجهر
مع دخول شهر رمضان المعظم أعاده الله على جميع المسلمين بالخير واليمن والبركات تبرز ظواهر عديدة على السطح كل عام تجد من يتنبه لها ويرفضها ولا تعدم كذلك من يجد المبرر لها من بين هذه الظواهر ظاهرة النوم في المساجد …ظاهرة جعلت بعض الدعاة الذين يتحدثون في المساجد يحذرون منها، ويقومون بحملات توعية لمحاربتها خشية أن تتحول المساجد إلى غرف نوم للمصلين والمرتادين خصوصاً في رمضان،وتجبر حرارة الصيف الشديدة في السودان وساعات الصيام الطويلة، المئات من السودانيين على اللجوء إلى المساجد لتجنب لفح هجيرها القاسي، وقضاء قسط من الراحة والخلود للنوم داخل المساجد، فما أن تتوسط شمس الخرطوم سماءها حتى يتجمهر الناس من مختلف الأعمار شباباً وشيوخاً كلّ يبحث عن موطئ لرأسه حتى يدخل في نوم عميق يقصر به يوم الخرطوم الطويل .
ويحظى الجامع الكبير وسط العاصمة بنصيب الأسد من ظاهرة النوم، بحكم اتساع مساحته ووقوعه وسط العديد من الأسواق والمؤسسات التجارية، وينطبق الأمر أيضاً على باقي مساجد أم درمان والخرطوم بحري ومساجد الجامعات والمؤسسات الخدمية وبصورة كبيرة المساجد داخل الجامعات مثل مسجد جامعة الخرطوم الكبير، حيث لا يكاد يخلو مسجد من عشرات النائمين يومياً .
ويواجه رواد المساجد مع حلول وقت صلاة الظهر عشرات المضطجعين في باحاتها وهم في سبات عميق يصل حد (شخير) البعض منهم واستلقاء البعض الآخر في وضعيات غير مريحة، تتنافى مع حرمة بيوت الله، ورفعها وذكر اسم الله فيها.
ويقول يوسف علي،(بائع متجول) وهو أحد رواد الجامع الكبير: إن النوم بالمساجد ظاهرة سلبية ولا تليق بحرمة المكان وتعظيم حرمات الله، مضيفاً أن المسجد مكان للعبادة وينبغي لرواده استحضار هذا الدافع لكي يأتوا إليه للصلاة والتعبد فقط، وليس أي أمور أخرى.
وتحسَّر بعض الشباب الذين يرتادون الجوامع يومياً للصلاة على ما آل إليه حال المسلمين في رمضان وما أصابهم من ضعف الهمة والخمول .
ويتفق رواد المساجد وبعض من ينامون فيها على سلبية الظاهرة وتنافيها مع حرمة المكان، لكنهم لا يجدون سبيلاً غيرها مع اشتداد حر صيف الخرطوم، ويجدون العذر لبعض الحالات الخاصة كالعاملين بالأسواق المجاورة للمساجد والعديد من عابري السبيل الذين لا يجدون مفراً من لهيب الشمس الحارقة لقضاء قيلولتهم إلا في بيوت الله.
ويقوم بعض الأئمة من حين لآخر بحملات توعية في مساجدهم بخطورة تحويل المساجد إلى استراحات للنوم، ولكنها حملات تبدو ضعيفة خاصة وأن العرف في السودان (يتحسس) من ذلك الشخص الذي يمنع الناس من ارتياد المساجد.
الجدير بالذكر أن هنالك دول منعت النوم (العميق) في المساجد مثل الجزائر التي منعت فيها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف النوم العميق بينما سمحت لكبار السن والمرضى بأخذ قسط من الراحة.