مسألة مستعجلة
رحيل “علي عبد الله يعقوب” وهلا شهر الصيام
نجل الدين ادم
رحل عن دنيانا الفانية أول أمس الشيخ الجليل والإسلامي المعتق “علي عبد الله يعقوب” بعد عمر طويل من البذل والعطاء، رحل عنا وقد ترك بصمات خالدة تحكي عن تاريخه الوطني وحبه لهذا البلد.
كان الراحل أحد القامات الاقتصادية التي ساهمت في التحول المصرفي والانتقال به من صيغة الربا ونظام الربح التي كانت سائدة إلى صيغ إسلامية جديدة، وذلك من خلال مساهمته في إنشاء أول بنك إسلامي وهو بنك فيصل الإسلامي خلال حقبة الرئيس “جعفر نميري”، فطلب بعد أن أمضى سنوات بالمملكة العربة السعودية، من الراحل الأمير “محمد الفيصل” نقل تجربة بلاده في الصيغ الإسلامية وكان له أن وافق الأمير على ذلك.
فقد كان “علي عبد الله يعقوب” زاهداً وورعاً وتقياً يحب الخير للناس ألا رحمه الله وأحسن إليه، وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.
مسألة ثانية .. شهدت شوارع ولاية الخرطوم يوم أمس زحاماً غير عادي تعطلت معه مصالح الكثيرين وتعذر على البعض قضاء حوائجهم، لا أعرف سر هذا الزحام، قد يقول قائل أن السبب هو إقبال الكثيرين لشراء حوائجهم لشهر رمضان في هذا اليوم ظناً منهم أن اليوم (الجمعة) ربما يكون أول أيام الشهر الفضيل، وهذه واحدة من العادات التي لا بد من التخلص منها حيث يتكرر هذا المشهد عند كل عيد، لا يحلو لعامة الشعب إلا الشراء في يوم الوقفة أو اليوم الذي يليه، نحتاج أن نعيد الحسابات في هذا الأمر حتى لا نضار جميعاً من هذه العادة.
مسألة أخيرة غداً سيحل علينا أول أيام شهر رمضان أعاده الله علينا بالخير والبركات، ومن بركات هذا الشهر أن الله يسخر جنوده لخدمة الناس ليخرج الأغنياء الصدقات طاعة لله على من هم فقراء من عامة الشعب، ومن المشاهد التي تسر القلب هو تدافع هؤلاء الأغنياء على فعل الخيرات ومساعدة المحتاجين وتعمير بيوت الله وتوزيع المصاحف وغيرها من الأعمال الصالحة.
أيضاً من الأشياء الجميلة التي ظهرت في الآونة الأخيرة هو ظهور العديد من منظمات المجتمع المدني وهي تساهم في مشروعات إفطار الصائم في الشارع العام، ومشاركة المرضى وذويهم في المستشفيات وتفقد دور الإيواء ومشاركة هذه الشريحة والعاملين هنالك في الإفطار، فجد شباباً كلهم همة وعزيمة ينشرون الفرح في نفوس هؤلاء ويقطعون الطريق على من هو صائم وحل عليه الزمن بتوفير (جغمة) ماء ولقمة عيش ليقطع بها إفطاره، أسأل الله أن يجعل أيامنا كلها طاعة لله واحتساباً وهو المستعان.