شهادتي لله

نرجو أن تكون (الأخيرة)!

– 1 –
{ لم يكن مولانا “أحمد إبراهيم الطاهر”، رئيس البرلمان، موفقاً في تصريح أطلقه في ثنايا كلمته في تأبين شهداء طائرة “تلودي” بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم أمس الأول.
مولانا “الطاهر” قال: (إنها لن تكون المرة الأولى ولا الأخيرة في تقديم الشهداء)!!
{ صحيح أن كل مسلم راسخ الإيمان يتمنى الشهادة، وأن يصعد إلى السماوات مع الصديقين والشهداء، وحسُن أولئك رفيقا.
{ ولكن هذا التصريح، من لغته وسياقه، قد يفهم على أنه دعوة للتساهل في تأمين سلامة البشر والتدقيق والمراجعة في وسائل نقلهم جواً وبراً وبحراً.
{ لا يستقيم أن نتعامل مع مثل هذه الحادثات الأليمة جداً بلغة التهوين غير اللائقة في مثل هذه المقامات.
{ وفي أثر السابقين (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) – لم تثبت صحته كحديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن ثبتت قيمته ورسالته الصالحة.
{ دعونا نتمنى للناس الحياة، ليعيشوا شهداء معمّرين للأرض، ناشرين للخير.
{ نحن نرجو.. وندعو أن تكون (الأخيرة) – يا مولانا الطاهر – في سلسلة حوادث الطائرات.. سلسلة الفشل والإهمال واللامبالاة التي لا علاقة لها بسوء الأحوال الجوية.
– 2 –
{ وما دمنا في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم الذي يرأسه الأستاذ “محمد الشيخ مدني”، فإننا نتساءل عن الحكمة في دعوة أسر وعائلات (جميع) شهداء طائرة “تلودي”، إذا كان المتحدثون، بمن فيهم السيد رئيس المجلس التشريعي، سيركزون في حديثهم على (شهداء ولاية الخرطوم)، لسبب وجيه ومنطقي، أنهم يعرفونهم جيداً، زاملوهم ورافقوهم في العمل التنفيذي والسياسي بالولاية، أكثر من معرفتهم بالشهيد “مكي علي بلايل” أو الشهيد “غازي الصادق” وبقية العقد النضيد.
{ وهكذا.. جاء في أخبار (المجهر) بعدد الأمس أن أسرة الشهيد “مكي بلايل” غادرت قاعة المجلس التشريعي – مكان التأبين – لأن المتحدثين لم يذكروا اسم الشهيد “بلايل”، دعك من أن يطنبوا في تعديد مآثره ومواقفه الوطنية!!
{ وطبعاً لم ينتبه (أبو القوانين) “محمد الشيخ مدني” من منصته العالية لاستدراك الخطأ.
{ وفرق شاسع بين قوانين (كرة القدم)، وقوانين وأدبيات السياسة وموازناتها.
{ ودائماً أردد أن بعض (ناس الكورة) أفسدوا علينا سياستنا.. ولكن أكثر الناس لا يعقلون.
– 3 –
{ إذا كنت تتوقف بسيارتك في منتصف شارع الأسفلت، لتحادث آخر، أو لتشتري شيئاً من (البقالة)، دون مراعاة لحرمة وقوانين الطريق العام، فأنت – بلا شك – من فصيلة (الإنسان الأول)، هبطت على عصرنا عبر (كبسولة الزمن)!! أما إذا كنت من لابسي (البرمودا) و(القدلة) بها في الشوارع والمساجد والأسواق، فأنت – بالتأكيد – من أصحاب (الدم البقري)، ولم تجد (ولياً) من أصحاب (الدم البشري) ليهديك إلى أعراف البشر في بلاد السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية