أخبار

قالوا كسلا!!

* إلى متى تظل (كسلا) ما بين فيضان النهر وجفاف الصيف، وضعف الموارد وغياب المشروع القومي الذي (يخرج) كسلا من الضيق إلى سعة التطور والتنمية، ووحدها ظلت درة الشرق بلا طموح لترتقي مقامات ولايات أخرى حصدت من المركز مشروعات كبيرة، في (سنار) خزان يتم تعليته، وفي نهر النيل (مروي) وما أدراك ما هي، و(بورتسودان) الماء والذهب، و(دارفور) الطريق والكهرباء، و(الخرطوم) تآكل خيرات زرعها وضرائب غيرها، و(بحر أبيض) تحتضن السكر والقصب، إلا (كسلا) يتيمة بلا أب، يخدعونها بعبارات قديمة، جنة الإشراق! وأرض القاش والفراشات وتوتيل والعبارات الشاعرية لإسحاق الحلنقي والألحان الطروبة للراحل زيدان إبراهيم، وغزل في أبنائها الذين خرجوا من ملاعبها، مهند الطاهر، ومجدي كسلا ومحمد محجوب، ولكن ذلك لا يغني عن طموحات إنسان ولاية قهره الفقر وفيضان النهر في كل خريف، والولاية بعد انحسار الفيضان تموت عطشاً أريافها القريبة قبل البعيدة.
* في كل عام تصوب عدسات كاميرا الإعلام نحو النهر المجنون (القاش)، وتضع كسلا كلتا يديها المعروقتين بالتعب المخضبتين بالطين على صدرها وخصرها النحيل خوفاً من هدير الماء وجرف المساكن وإحالتها إلى حطام، ووزارة الداخلية تعلن (الطوارئ) لصد هجمات النهر، وتذهب المياه هدراً للنيل ولا مشروع قومي لحصدها، وإعادة مشروع القاش بعد موته بالتجاهل السالب والتحيز للجزيرة والشمالية على حساب كسلا التي لم يفكر وزير الزراعة سواء “المتعافي” أو “قنيف” أو وزراء مايو وحكومات “الصادق المهدي” في (استزراع) الأرض الخصبة لأسباب مجهولة.
* بجهد ومثابرة وكدح سعى ود ناظر الشكرية الزميل “حاتم أبو سن” المستشار الإعلامي لولاية (كسلا) لقيادة حملة ذكية في وسائط الإعلام عن خطر الفيضان والآثار الكارثية المترتبة عليه هذا العام، ولكن (أبو سن) يجمِّل في واقع جد (بئيس)، وحكومة ولاية كسلا بقدراتها لن تفلح في بناء مدرسة أو عيادة بيطرية في (أرما) لتطعيم قطعان الإبل من مرض (الجفار)، فالمركز نجح في بيع الحبال للولايات وقبض على (الأبقار) في حظيرته (تسمن) كل يوم. المركز يملك قدرة فائقة على فرض وصايته و(أبويته) على الولايات حتى فكر مجلس الولايات وقدر أن (يسترضى) الجهاز التنفيذي ويتبنى تعديلاً جديداً على الدستور يمنح فيه نفسه حق إقالة وإعفاء الولاة المنتخبين بعد التصويت على توصية (تتنزل) عليه من أعلى، ليضع مجلس الولايات نفسه فوق إرادة الناخبين (لاسترضاء) (المركز) الساعي للتوسع في السلطة القابضة وتجريد الحكم الفيدرالي من كل فضيلة وجعله مسخاً مشوهاً وهيكلاً بلا مضمون، فكيف في مثل هذا المناخ يستطيع الولاة الجهر بالحق في وجه سلطات المركز، و(كسلا) تمثل وجه (غمط) الحقوق جهراً، وهي لا تنال إلا الخيش والخيام لدرء فيضان القاش كل عام، وغيرها ينال مشروعات لتنمية الإنسان وطرق وكهرباء وارتقاء بالإنسان، وفي (كسلا) أدروب أشعث أغبر له ودك لو فاض على جسده القاش لما اغتسل!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية