عز الكلام
وراء البسمات كتمنا دموع
ام وضاح
كل من تابع حلقة أمس الأول، من برنامج “مباشر جداً” على فضائية “الشروق”، أحسب أنه قد شاركني الحزن والألم، ووزيرة التربية والتعليم لولاية الجزيرة تعترف على الهواء مباشرة، مع كامل الابتسامة ومظاهر الحبور البادية على وجهها، أن مدرسة “أولاد يسين” بالفعل لم ينجح منها أحد، والمصيبة أنها رمت اللوم على أولياء الأمور واتهمتهم أنهم وراء هذا الرسوب الجماعي، وأنهم غير راغبين في إكمال أولادهم لدراستهم، وأنهم حريصون، أي أولياء الأمور، على أن يمتهن أولادهم مهناً أخرى يقتاتون منها لقمة عيشهم.
و(خلوني كده النمسك) مع الوزيرة المبسوطة ما قالته واحدة واحدة، لأسألها أولاً، هل هذه هي المرة الأولى التي يمتحن فيها أحد من هذه القرية؟ فإذا كان هناك من سبقهم في سنوات ماضيات من ذات القرية لامتحانات الأساس أو الثانوي ونجحوا فهذا معناه أن حديث الوزيرة غير دقيق، وأن القرية ليست عقيدتها أن ترفض تعليم أبنائها واكتفاء أسرهم بوصولهم حتى الثامن أساس، ونقطة عند نهاية السطر الحاجة (التانية) لا أستطيع أن ألوم الأهالي على فقرهم واحتياجهم لضراع أولادهم، فهذا ليس ذنبهم، لكنني ألوم الدولة والحكومة اللتين فشلتا في أن توفرا الحد الأدنى من الاكتفاء لهم ليضطروا إلى تشغيل عمالة أساسها أطفال صغار في سنوات الابتدائي.
لكن (خلوني) أقول: إن الذي كان يدعو للبكاء حقيقة هو حال مدارس ولاية كولاية الجزيرة حاضرة السودان وشريانه النابض ومعظم ما عُرض من مدارس، بما فيها فصول مدرسة “أولاد يسين” كان عبارة عن خرابات لا يستطيع عقل أن يستوعب أنها في ولاية كالجزيرة مترعة بالخير ومحط آمال أهل السودان، والوزيرة قالت: إن هـذه المدارس هي ورثة ورثوها من حكومات ماضية، ما قلنا حاجة وصدقناك، لكن الحكومات (دي) تبع جبهة “البوليساريو” أم “الأكراد”، هذه الحكومات يا سيدتي هي صنيعة حزبك وصنيعة هذه المنظومة التي تحكم البلاد. بالله عليكم يا ولاة الجزيرة السابقين (كنتو شغالين شنو)؟ والمدارس بهذه البيئة الطاردة (المش تطيِّر) “أولاد يسين” عن الدراسة (دي تطيِّر) “اسحق نيوتن” (زاتو) لو فرض عليه العيشة والتعايش معها.
بالله عليكم ما الدور والمهمة التي أنجزها هؤلاء، كيف مضوا من هذه الولاية من غير أن يحاسبهم أحد على هذا الفشل وهذا الإخفاق؟.
في كل الأحوال أقول إن فضيحة “أولاد يسين” فضيحة الفضيحة الأكبر وهي حالة البؤس التي يعيشها الوطن والمواطن والشاشة لا تكذب ولا تتجمل.
كلمة عزيزة
المذيع “علي” الذي يقدم برنامج الصباح على قناة “الشروق” يعجبني أنه متطور وكل صباح يتجدد حيوية ومعرفة.. حضوره الطاغي وثقافته تسبقان سنه بكثير، ليؤكد أن التفوق في العمل التلفزيوني ما (بحسبو بي) ليك كم سنة في الشاشة، لكنه يحسب ببصمتك (شنو) في الشاشة.. برافو “علي” ومزيداً من التألق.
كلمة أعز
“تسابيح خاطر” كما الماسة تتألق وتبرق مع مرور السنوات، ذهابها من النيل الأزرق شكَّل فراغاً وبعودتها صنعت الفارق.