عابر سبيل
من أين أشتري جريدة؟
ابراهيم دقش
عندما كان عدد الصحف في البلاد اثنتين يوميتين كنت كل جمعة (أتمشى) من بيتنا حتى حي (ود أرو) حيث كشك الصحف لأشتري الصحيفتين (الأيام) و(الصحافة)… وأتذكر تماماً أن الرئيس الراحل المشير “جعفر نميري” جاء وهو يقود سيارته بنفسه متوجهاً صوب ودنوباوي فأستوقفني وتناول الجريدتين وقال لي: “تكتبوها وتقروها براكم”.
تذكرت تلك الواقعة لما اكتشفت أن ذلك الكشك قد خلعوه هو ومن في شاكلته من كل المواقع بأم درمان، لدرجة أن صديقنا “شرفي” صاحب الكشك الناصية في شارع الهجرة، يفرش الصحف على تربيزة في الشارع ويحتمي بظل الحائط اتقاء حرارة الشمس.
ويبدو أن قرار إزالة أكشاك الصحف انتقلت كما العدوى فشملت – معتمديتي الخرطوم وبحري وكأنما من اتخذ ذلك القرار المعيب يريد أن يفهم الناس أن الدولة ضد قراءة الصحف، وكأنما الجرائد “ناقصة” فسعر الصحيفة الواحدة أربعة جنيهات مما أضعف الإقبال عليها فمن كان يقرأ أربعة صحف تراجع إلى اثنتيْن ومن كان يطالع صحيفتين أبقى على واحدة.
وحتى الآن امتنع أي مسئول على مستوى المعتمديات أو حتى ولاية الخرطوم نفسها عن الإدلاء بسبب إزالة أكشاك بيع الصحف اللهم إلا (طراطيش) كلام بأن هناك خطة لتوحيد أشكال أكشاك بيع الصحف بصورة حضارية، وأنا شخصياً أشك في هذه الرواية لأن من يريد توحيد أكشاك بيع الصحف يخطط عادة لمشروعه، ويعد الأكشاك سلفاً ليزيل ثم يقيم، لكن الطريقة الوحشية التي تمت بها إزالة أكشاك الصحف تنبئ عن (خلل ما) وعن عقلية لا مبالية والذين يحصلون على أرزاقهم من حرفة بيع الجرائد لم يهتم معتمد واحد بسماع رأيهم أو استشارتهم قبل هد الأكشاك، بدليل أنهم فوجئوا بإنذار جاء بعده الطوفان وهؤلاء رعايا لهم حقوق مثلما عليهم واجبات، وأستبعد أنهم لا يستخرجون تصاريح أو يحصلون على رخص من المحليات بمقابل مادي وبهذا الفهم يكونون أصحاب حق تم الاعتداء عليه دون إبداء أسباب.
ترى هل السودان غير بلدان الله التي حولنا التي تباع فيها الصحف في أكشاك؟ وإلى متى سيستمر مسلسل الصمت (والصهينة) هذا فيما يتعلق بهذه الأكشاك؟
ابن حلال يفتح باب الرد!