سوق محاصيل "أم روابة" يجذب الأجانب ويعاني إشكاليات مزمنة
“يوسف” (هوبي) أشهر تجار (الكركدي)
أم روابة – عامر باشاب
سوق المحاصيل مدينة أم روابة من أقدم الأسواق في منطقة شمال كردفان ويعتبر الثاني بعد سوق محاصيل مدينة الأبيض ومن الأماكن التي تجبرك على زيارتها، وبداخله تتعرف عن قرب على أنواع المحاصيل المختلفة وطريقة جلبها من أماكن الإنتاج وعرضها داخل الحوش. وخلال تجوالنا هناك التقينا السيد “يوسف أحمد إبراهيم” شاب في العقد الرابع من عمره اتخذ من تجارة (المحاصيل) المحطة التجارية الأخيرة بعد عدة تجارب سابقة وكان لنا معه هذه الدردشة.
{بداية عرفنا بنفسك؟
-اسمي “يوسف أحمد إبراهيم” اللقب (هوبي) من أبناء مدينة أم روابة حاصل على دبلوم نظم معلومات، الآن تاجر محاصيل متخصص في صنف الكركدي والفول السوداني والصمغ العربي .
{منذ متى وأنت تاجر؟
-تسعة عشر عاماً بالتمام والكمال وأنا في السوق بدأ حظي مع التجارة من مدينة أم درمان حيث عملت هناك في بيع وشراء (الخيش) (الجوالات الفارغة) وبعدها تحولت إلى تجارة الشنطة بين سوق ليبيا بأم درمان ومدينة بور تسودان، ثم عملت في الجزارة وأخيراً استقر بي المقام هنا داخل سوق المحاصيل بمدينة أم روابة بحمد الله صرت من التجار المعروفين في تجارة محصول الكركدي.
{الكردي أين يزرع هذا المحصول؟
-(الكركدي) يزرع في التربة الرملية وهنا في منطقة شمال كردفان يزرع في (القيزان).
{محاصيل تشتهر بها المنطقة؟
-(الكركدي، الفول السوداني، السمسم، القضيم وحب البطيخ والنبق اللالوب والتبلدي والسنمكة، الذرة والدخن بالإضافة للصمغ العربي الهشاب والطلح).
ومن أين تأتي تحديداً؟
-يأتي بها المزارعون من عدة مناطق ريفية أبرزها (دفن تارا) (عبية) (أم خيرين) (قضيضم) مناطق (جنوب الخور) و(أم جزيرة)، ومن هذه المناطق وغيرها، تذهب المحاصيل نحو الأسواق الفرعية مثل سوق (شركيلا) (سوق أم دم حاج أحمد) وعبر السماسرة والوكلاء تنتقل المحاصيل لسوق أم روابة، وهو ثاني أكبر سوق في المنطقة وعبر هذا السوق تصل المحاصيل للصادر عبر الشركات التجارية، مثل شركة النصر شركة حسبو وشركة إيلي وشركة الصمغ العربي.
{كيفية التخزين؟
-المحصول أياً كان نوعه بعد ترحيله من الزريبة يتم نقله مباشرة للمخازن وأهم الخطوات في عملية التخزين التجفيف، وكل محصول لديه طريقة معينة في التخزين بعد تبخير أو تعقيم المخزن لحماية المحصول من الآفات.
ومثلاً نجد بعض المحاصيل تخزينها في (شوال الخيش أبو زيق) أفضل من تخزينها في شوال البلاستك، وأيضاً طريقة رص الشوالات تؤثر سلباً وإيجاباً في التخزين .
{هل يحضر للسوق تجار من خارج البلاد؟
-بالتأكيد هناك من التجار الأجانب خاصة من الشقيقة مصر دائماً ما يحضرون إلى سوق أم روابة لأخذ طلبياتهم من المحاصيل خاصة الكردي وحب البطيخ (كشير) أجود أنواع (التسالي). السوق أيضاً يجذب الكثير من الأجانب من آسيا وأوروبا تجار وسياح.
{أشهر تجار المحاصيل في أم روابة؟
-محمد أحمد منصور الريح، الشيخ يوسف التهامي بابكر.
{رمضان على الأبواب؟
-الحمد الله جميع المنتجات الخاصة بهذا الشهر العظيم متوفرة (الكركدي) (القنقليز) (عرديب) (القضيم) (المليل) ..
(الويكة الحرة) (ويكة أم كريشات) .. (ويكة سارا .. والشطة والصلصة الطبيعية وهذه تأتي إلى أم روابة من الأماكن التي تزرع بها الطماطم وهي منطقة قضيضيم و(الله كريم) و(الجوقان).
{ماذا عن الأسعار؟
-(الكردي) القنطار من 1100- 1150 (السمسم الأحمر) 700 – 750 (السمسم الأبيض) من 750 – 800 (الفول السوداني) 375 – 400 الصمغ 1200 – 1275 مد الويكة من 50 – 60 (العرديب ) بالرطل بـ 10 جنيهات (القنقليز) المد بـ 60 جنيهاً.
{كيف تصف الحركة التجارية الآن؟
-السوق الآن يعيش حالة من الركود بسبب عدم توفر السيولة.
{أشياء أخرى يعاني منها السوق؟
-للأسف الشديد سوق المحاصيل رغم أهميته وما يحققه في توفير ما يحتاجه السوق المحلي من مكونات الغذاء الرئيسية وبالإضافة لإسهاماته في عملية الصادر، ولكنه لا يجد الاهتمام من إدارة السوق ويعاني من إشكاليات مزمنة حيث تنقصه الكثير من الخدمات الضرورية، أهمها (الحمامات) وأيضاً لا توجد أماكن مهيأة لاستقبال التجار القادمين من الخارج خاصة الأجانب، كذلك لا توجد كافتريات ونحن التجار نتناول وجباتنا من الباعة المتجولين.
{أم روابة هل أتاها أثر النفير؟
-بفضل الله وجهود الوالي “أحمد هارون” شعرنا بالتنمية المتوازنة وهي تصل إلينا هنا في أم روابة عبر نفير نهضة كردفان وظهر ذلك في سفلتة الطرق الداخلية وإعادة تأهيل مستشفى أم روابة، واكتمال المجمع الحديث لغسيل وعلاج الكلى بالإضافة إلى إستاد كرة القدم الذي صمم على مستوىً عالٍ من الفخامة وغير ذلك من المشروعات الخدمية التي تعكس التنمية الحقيقية.
{كلمة أخيرة؟
-أشكر فيها أسرة صحيفة (المجهر) لحضورها لنا في سوق المحاصيل بمدينة أم روابة، وهي ترصد النبض والحراك في كل المحافل وأتمنى لكم دوام التقدم والنجاح.