رأي

عز الكلام

ولا زال مسلسل الانتظار مستمراً
ام وضاح
في الوقت الذي اختارت فيه فرنسا (أرض الجن والملائكة)، كما وصفها الأديب “طه حسين” في روايته الشهيرة (الأيام)، في الوقت الذي اختارت فيه رئيسها بخيار ديمقراطي نظيف لا فيه شق ولا طق، انحازت فيه أصوات الناخبين لرئيس شاب رجحت كفته مقاييس الطموح والأمل والبرنامج الانتخابي المقنع بعيداً عن معطيات عمرو كم وتجربتو شنو، ولو أن الشاب الرئيس كان عندنا فلربما استكثروا عليه قيادة مؤسسة صغيرة، واستكثروا طموحه وفكره، لكن هناك المقاييس مبنية على الإستراتيجيات وكل يحاسب بحصاد لسانه وفعله، في هذا الوقت نمارس في بلادنا الغلبانة لعبة الترقب المملة في انتظار تشكيل ما اتفق على تسميتها حكومة الوفاق، والانتظار والتأخير هذا ليس لأن الناس دي تتوافق على إستراتيجيات وبرامج وأفكار وخارطة طريق لوطن، المزيد من الانتظار يصنع نقطة التلاقي، الناس دي مختلفة على قسمة الكيكة وفي ستين داهية آمال الناس وأحلامهم وتباطؤ نبض الإنجاز فيهم ولسان حالهم يلهج ومستعجلين فوق شنو (كله ملحوق)، هذه العبارة التي أقعدتنا وأبعدتنا وعطلتنا وأخرت نمو هذا الجسد الأسمر المثخن بالجراح.
دي مصيبتنا السودة وحظنا الهباب أن النخب السياسية في وادي، والقواعد الجماهيرية في وادي تاني، أكاد أجزم وأحلف يمين أن الأحزاب السودانية الغارقة حتى أذنيها ومشغولة حد الانشغال بالطرح والجمع وندخل منو ونطلع منو ونرضي منو ونحنس منو، أكاد أجزم أنه لا أحد فيها، وأسأل الله أن يخيب ظني، لا يحمل خارطة طريق ولا إستراتيجية واضحة لأي وزارة مقترح له أن يتولاها منو الجاي وهو يحمل خارطة طريق لازدهار الصناعة أو السياحة أو الاستثمار أو الاقتصاد أو الإعلام أو الثقافة.. أخشى أنه لا أحد.
الدايرة أقوله إننا لن نخرج من هذه الحفرة ما لم تعقل وتبلغ هذه الأحزاب مراتب الحكمة وتخرج بنفسها من دائرة الولاء  للشخوص الذي يشبه في أحيان كثيرة الانقياد الأعمى بلا مبرر ولا منطق، ليس معقولاً أن فرنسا التي بها عشرات المخضرمين إن لم يكن مئات الساسة الذين يستطيعون مش قيادة فرنسا وحدها، ولكن قيادة الاتحاد الأوربي كله، تسلم أمرها لشاب يافع بمنطق البرنامج والفكرة ونحن لا زلنا (نلوص) في دوائر الحزبية القاتلة وخيارات واختيارات مستفزة، وخلوني كده من باب قراءة المستقبل القريب، أقول إن كل القادمين الجدد سينشغلون بتمكين المقاعد الخمسة للقادم الجديد، والتي تبدأ بمدير مكتبه وتنتهي بسائقه الخاص ونحن على رأي “عادل إمام”  نشاهد ونسمع (وأنا أعيط).
*كلمة عزيزة
مع كامل تقديري للأخ “خالد ساتي” والذي أحسب أن غيرته على المشهد الإعلامي وإصراره على رفده بالوجوه الموهوبة في مجال التقديم البرامجي جعلته يتبنى برنامج على الهواء (أو أون إير)، إلا أن محصلة التجربة صفر كبير حتى الآن، بدليل أن البرنامج وهو في موسمه الرابع لم يصدر للمشهد إلا مذيعة خالية الوفاض من الموهبة والكاريزما التي يتطلبها العمل الإعلامي، إضافة إلى أنها تحتاج إلى كورس في اللغة العربية لغير الناطقين بها، إذا كانت هذه هي المحصلة، فعليك الله يا “خالد” أخوي ركز على الصالة، فالمشاهد تعود أن يشتري من دكانك السلع غير منتهية الصلاحية.
*كلمة أعز
الأستاذ “كمال عمر” اعتذر بكل شجاعة للأستاذ د.”علي الحاج” وهي نقلة نوعية في أدب الممارسة السودانية يندر أن تحدث، فقط متى يعتذر كثير من الساسة للشعب السوداني على الأهداف الذهبية التي ضيعوها عليه في لعبة ماعندو فيه صالح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية