رأي

المشهد السياسي

ود العبادية – ابن السودان البار
موسى يعقوب

منح السيد رئيس الجمهورية مساء (الأحد) الماضي 7 مايو 2017م، الأستاذ “أحمد عبد الرحمن محمد” (ود العبادية) وسام (ابن السودان البار) الذي يستحقه عطاءً وإنجازاً وتاريخاً عرف فيه بأنه صاحب القلب والفكر المفتوح والإرادة التي لا تعرف الانحناء.. وتاريخه وسيرته هما اللذان يشهدان على ذلك كما يشهد له من عرفوه ورافقوه في مشواره الإسلامي والسياسي والإداري والتشريعي والدراسي قبل ذلك. فقد كان الأخ “أحمد” مميزاً في دراسته –حفظه الله – وفي خبراته ومواقعه العملية التي من أشهرها وزارتا الداخلية والشؤون الاجتماعية ومعهد الإدارة في الداخل وفي المملكة العربية السعودية.. إلا أن الصداقة الشعبية العالمية وقد كان رئيسها ومبتدر نشاطها الدبلوماسي الشعبي لسنوات، هي ما يستحق الوقوف عنده.
مبادرة التكريم والتي من أسف لم نشهد مناسبتها تلك الليلة لظروف خاصة – قامت بها منظمة مجتمعية نخبوية تدعى (دربكات) وتشكر على ذلك إلا أنه – كما قال السيد الرئيس في خطابه وهو يطرى الأستاذ “أحمد”، فإن المحتفى به شخصية (قومية) لها حضورها وذكرها عند كل المواطنين.. ومن ثم كان الحضور تلك الليلة شاملاً لكل الرموز والشخصيات من مختلف العهود والأنظمة والجماعات كما قال لي أحد من حضروا.
لقد عرفنا “أحمد عبد الرحمن” الدعوي الإسلامي والسياسي وأستاذ الإدارة منذ وقت مبكر يعود إلى حقبة الستين من العقد الماضي ونجاحه في عهد ثورة 21 أكتوبر 1964م، التي كان “أحمد عبد الرحمن” من رموزها ومن المعنيين بالتطورات التي لازمتها، وقد كان الحزب الشيوعي السوداني مسيطراً على كل النخب المهنية والنقابية فيها يومئذ.. لولا حراك بعض الرموز الإسلامية ومنظماتها وكوادرها الدعوية كالشباب الوطني بقيادة الأستاذ “علي عبد الله يعقوب” – حفظه الله  وعافاه.. وحراك الأحزاب السياسية الأخرى كحزبي الأمة والوطني الاتحادي.
وأذكر هنا في انشغال الأخ “أحمد” الكبير بالتطورات السياسية والمظاهرات وقد كانت ابنته “عفاف” يومئذٍ طفلة بين يدي أمها الحاجة “نور”، لا يذكر منتصف الليل وقد أنهى أعماله السياسية أين تركهم في منزل أخيه أو أخي زوجته أم صديق آخر..!
ويبقى دور (ابن السودان البار) في الاغتراب السياسي والعملي وفي الصداقة الشعبية والعلاقات بين الدول مؤخراً هو الأكثر وضوحاً، في أدوار وأنشطة الأستاذ “أحمد عبد الرحمن محمد” (ود العبادية).
وإن كان لكل من الدكتور “مصطفى” والراحل “عز الدين السيد” – رحمه الله – دورهما في العلاقات الشعبية بين الأمم، إلا أن “أحمد عبد الرحمن” يذكر له دوره الكبير في تأسيس (جمعية الصداقة العربية الصينية) التي كانت بمثابة إعادة (درب الحرير) التاريخي بين الصين والبلاد العربية، فجمهورية الصين الشعبية لها دورها اليوم في إعادة التوازن للعلاقات الدولية.
شكراً للسيد الرئيس ولجمعية (دربكات) في تكريم الأستاذ “أحمد عبد الرحمن” (ود العبادية).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية