رأي

فوق رأي

مُصاب بالواتساب
هناء إبراهيم

تذكرون قبل أيام حينما توقف تطبيق (واتساب) وغاب عن الوعي ساعتين ثم عاد سليماً معافى إلى عمله لا ينقصه شيء سوى ضعف بعض الشبكات وعقم بعضها.. يومها قامت الدنيا ثم قامت مرة أخرى وشهد الفيسبوك باعتباره أقرب الأقربين للمُصاب وكونهما أبناء (مارك واحد).. شهد الكثير من منشورات الهلع والسؤال والاستفسار عن صحته ومواعيد رجعته وأسباب رحيله المفاجئ.. حيث ذكرونا بأغنيات خالدة (سفرك هسه قالوا).. و(حبيبنا يوم سفرو ما ودعنا قام قطرو مالو ما ورانا أسبابو).. سفرك طال متين الجية)..) و
هو شنو هو الطال يا أخوانا قولوا بسم الله.. كل الحكاية ساعة.. ما بالكم تولولون هكذا.. هل فقدتم أوكسجين الحياة وقدرة الروح؟!
حاجة غريبة جداً..
وثمة من أقام بوستات عزاء وبكاء كأنه فقد عائلته وأصدقاءه وعمله وعقله ورشده وشيئاً من قلبه ..
يا للهول..
 هذا ولم يخلُ الأمر من بعض (بوستات) الفرح الطفيفة لسبب أو لآخر.
الأمر الذي جعلنا ندرك خطر هذا الإدمان والارتباط المرضي بهذه المواقع..
حتى الذين لم يشهدوا ساعة التوقف هذه.. أصبحوا يسألون عن الذي حدث قبل سؤالهم عن أحوال أحبائهم..
ودي والله العظيم مصيبة كبيرة جداً، على البني آدم أن ينتبه لها وأن يسرع في علاج نفسه بأخذ الكثير من الإجازات الإلكترونية وتحديد مواعيد زيارة محدودة لهذه المواقع وترشيد استخدام الدردشات وأن يسأل الله السلامة.
والله جد..
حتى لا نشاهد بعد فترة مصحات متخصصة لعلاج هذا النوع من الإدمان وندخل في إشكاليات أخرى..
ثم هاكم هذا (المشهد الكتابي) الذي ولد وترعرع في كنف الفيسبوك..
في حسابو الشخصي كاتب.. تحت صورة “شيريهان”
الحبيب الليلة ناشر.. هسه في البث المباشر.. وشكلو رايق زي زمان
قلبو عامل ليّ (منشن) وشوقو عامل لي مشاكل.. وشايفو (بعلق) كمان

داير أرد على حالتو ديا
حالي مانعني الكلام
جاطت الأفكار عليا…. (دست لايك) والسلام
تاني يوم الساعة خمسة
تحت صورة “هند صبري”
الغرور المالي عينك
ناوي يخلص والاّ بدري
أقول قولي هذا من باب أنفلونزا الواتساب
و……
ياخي بُعد الشر عليك
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية