ربع مقال
“الفاضل” يوقف الحافلة..!!
خالد لقمان
.. لا زالت حافلة الحكومة الجديدة تراوح مكانها على الموقف ولا زال سائقها يضغط بقدمه على دواسة البنزين حتى يكمل وصولها لنهايتها، معلناً لحظة انطلاقته ثم يعود ليرفع قدمه عنها والكمساري لا زال ينادي على المارة، وبينما طال الوقت على من ركبوا ومن يرقبون على الرصيف تحركت الحافلة (الخميس) الماضي، وكادت أن تنطلق إلا أن أحدهم ويدعى “مبارك الفاضل” رفع يده للسائق ليتوقف وبالفعل توقفت الحافلة ولا زالت متوقفة حتى يرفع راكبها الجديد (عفشه) عليها، وحتى يحدد له الكمساري موقع جلوسه وهي إجراءات روتينية بسيطة لن تأخذ من زمن الدولة السودانية سوى أيام قليلة تعود بعدها المركبة إلى الانطلاق مباشرة للقصر الجمهوري، ومنه إلى مجلس الوزراء، فالمجلس الوطني ثم المحليات والمؤسسات وربما بعض الاتحادات الرياضية.. المدهش أن الراكب الجديد صرح وهو لا زال على السلم بأن المركبة ستنطلق اليوم (السبت)، بينما أشار مالكها والذي صنعها (قطعة قطعة وحتة حتة) إلى يوم (الأحد) كموعد أقصى للانطلاق.. وهو الأمر الذي ذكر الناس بقول الراحل “الترابي” يوم سئل عن أحد المحامين الكبار الذين انضموا للإنقاذ فقال: (هذا جئنا به ممثلاً فأصبح مخرجاً).