تقارير

"حسبو" و"حميدتي".. لقاء فوق العادة مع قيادات دارفور

بحثوا عملية السلام بالإقليم وإسهامات قوات الدعم السريع
ممثلو النازحين يطالبون بجمع السلاح بحزم وجدية لمنع التفلتات
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
 لأنه “سمح الكلام  في خشم سيدو”.. كان لزاماً علينا أن نستغل حفل عشاء قائد قوات الدعم السريع الفريق “محمد حمدان حميدتي” لقيادات دارفور التي شاركت بالمؤتمر التنشيطي العام للمؤتمر الوطني،  عشية أول أمس (الاثنين) بفندق الـ(قراند هوليداي فيلا)، ليكون بيننا وبينهم مساحات للحوار المباشر لمعرفة حقيقة الوضع بدارفور، بصورة أكثر شفافية، ومسيرة السلام وأدوار الأطراف المختلفة فيها، بما في ذلك قوات الدعم السريع، التي كان لها دور بارز في حسم آخر المعارك مع المتمردين، لا سيما أن المناسبة شرفها عدد كبير من المسؤولين، على رأسهم نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” وقائد قوات الدعم السريع وولاة ولايات دارفور “آدم الفكي” (جنوب دارفور، “فضل المولى الهجا” (غرب دارفور) والشرتاي “جعفر عبد الحكم” (وسط دارفور)، وعدد كبير من قياداتها السياسية والتنفيذية والإعلامية.
{ مشاهدات
} نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” أدى صلاة العشاء برفقة “حميدتي” بباحة الفندق ومن ثم توجها إلى الصالة، واستقبل الرجلان استقبالاً حماسياً يعبر عن مدى الشعبية التي يتمتعان بها،  بالرغم من أنه احتفال غلب عليه طابع العفوية، وقد بدا ذلك واضحاً من عدم وجود مَن يقوم على ترتيب وتنظيم البرنامج وتقديم المتحدثين. 
} قائد قوات الدعم السريع الفريق “محمد حمدان حميدتي”، كان أول المتحدثين، غير أنه لم يسرف في الحديث واكتفى بتحية الحضور معبراً عن سعادته بالتشريف الكبير للاحتفالية المسائية.
} التجمع كرس وقته للبحث في ملف السلام بالإقليم بجانب العديد من الملفات التي شغلت الساحة السياسية التي لها جذور وارتباط بـدارفور.
} فواصل كوميدية، تخللت المناسبة، قدمها “مختار الدعتير” وفرقته طغى عليها التعريف بدارفور عبر (اسكيتشات) ذات طابع سياسي ركزت حول الدعوة للسلام ونبذ العنف القبلي.
} تفاعل الحضور ومسامراتهم عكس حقيقة تعافي دارفور التي طردت جيوش ظلام الحرب واستقبلت ربوعها صباحات السلام وإشراقاته، بعد أن ضاقت بالاحتراب وفقد أبنائها حتى وقت قريب.
} لعل ذلك كان مدار حديث الولاة “الشرتاي، الهجا وآدم الفكي” وهم  يتسامرون مع بعضهم، وربما عرج بهم الحديث إلى توقعات إعلان  حكومة الوفاق التي كان يفصلها من وقت الاحتفال بضع ساعات قليلة، ما جعلها تهيمن على مجمل اهتمامات الساحة السياسية.
{ بسط الأمن
والي جنوب دارفور “آدم الفكي” أكد في حديث لــ(المجهر) أن الحرب انتهت في الإقليم بلا رجعة، مضيفاً إنه لم يعد هنالك متسع من الوقت للخراب، وإنه ينبغي على الجميع أن ينتهجوا مبدأ الحوار، مشيداً بما جرى مؤخراً من تراضٍ وطني سيفرز حكومة وفاق وطني، وأشاد “الفكي” بقوات الدعم السريع، وما تقدمه من أعمال وطنية خالصة، بجانب إسهامها المقدر في عملية السلام في كل ربوع دارفور.
 وتحدث لـ(المجهر)، أيضاً، معتمد محلية نيالا شمال إسماعيل يحيى عبد الله”، وقال إن الأوضاع الأمنية باتت اليوم مستقرة أكثر من ذي قبل، وزاد: (لم يعد هنالك مكان للخوف في دارفور اليوم). وأثنى “يحيى” علي قوات الدعم السريع ودورها في بسط عملية السلام بأرجاء السودان بشكل عام، مشيراً إلى أنها باتت من القوات القومية المهمة، داعياً لها بالتوفيق والسداد خاصة وأنها تجاوزت مرحلة السلام في دارفور للإسهام في قضايا قومية مثل محاربة الإرهاب وتجارة البشر والعمل على حفظ أمن الحدود.
العمدة “محمد عيسى”، (دار الرزيقات) من حزب الأمة، بدوره تحدث لـ(المجهر) وقال إن الاحتفالية الحالية تعكس مدى وحدة أهل دارفور مع بعضهم البعض، وأشار إلى أن لقوات الدعم السريع أدواراً قومية وجزء منها في دارفور، مشيراً إلى أنهم في انتظار المزيد من الجهود من جانبها فيما يخص الصراع القبلي، وأشار إلى أن السلام حل بصورة كبيرة على الإقليم.
من جانبه، قال “محمد آدم إسماعيل من جنوب دارفور، (معسكر السلام للنازحين)، لــ(المجهر) إن قوات الدعم السريع لها مساهمات فعالة في فض النزاعات وتأمين الموسم الزراعي، بجانب دورها الكبير في بسط السلام ودحر التمرد خاصة في عملية “قوز دنقو”. ودعا “إسماعيل” إلى أن تعمل الدعم السريع على جمع السلاح.
عدد كبير من أبناء معسكرات النازحين سجلوا حضوراً أنيقاً بالمحفل وعبروا خلال أحاديثهم لــ(المجهر) عن سعادتهم بتجمع أهل دارفور اليوم على شرف قوات الدعم السريع، التي ساهمت بصورة فعالية في إبعاد شبح الحرب، مؤكدين أن دارفور أصبحت تنعم اليوم بالأمن والسلام، مطالبين بضرورة العمل على جمع السلاح بصورة أكثر حزماً وجدية للقضاء على بعض التفلتات التي تنشأ من حين لآخر. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية