الصراع داخل حزب الأمة من يكسب الرهان الأخير؟.
في وجه العاصفة
الخرطوم: رشان أوشي
بالطبع..لم تكن المعركة التي خرجت إلى وسائل الإعلام حالياً بين الأمين العام لحزب الأمة د.”إبراهيم الأمين”، ورئيس الحزب وإمام الأنصار “الصادق المهدي” حديثة العهد، إنما بدأت بوادرها منذ انتخاب الأمين.. أميناً عاماً للحزب، وبدأ طبيب النساء والتوليد في إحداث عمليات جراحية على هيكلة الحزب، وخاصة مساعدي الأمين العام، ولكن يبدو أن مشرطه أحدث جرحاً غائراً في صلاحيات ومصالح الإمام “الصادق المهدي” وأهل بيته، خاصة بعد رفضه تعيين إحدى كريمات الإمام في موقع مساعد الأمين العام، ومن ثم شعر زعيم الأنصار أن الرجل قادم بقوة قد تخدش هيبته كمتحكم رئيس في شؤون الحزب العجوز.
بداية النهاية
منذ انتخابه أميناً عاماً للحزب لم يحظ د.إبراهيم الأمين” برضا آل البيت، وخاصة عندما أعلن عن خطته التنظيمية القاضية بتولي المواقع لمن يستحق وفقاً لأدائه التنظيمي، وفي ذات الوقت كان لـ”الصادق المهدي” رؤى مختلفة، فالرجل تعود أن يضع رجاله في مواقع الحزب الحساسة، ولكنه أيضاً يضعهم عبر الطرق الديمقراطية، حيث لا يغضب، مستخدماً مهاراته السياسية، ولكنه اضطر هذه المرة لمواجهة الرجل الأكثر شراسة، إلا أن مراقبين من الإمام وصفوا خطوة الأمين التي استخدم فيها سلاح المواجهة،بـ(الخطوة الانتحارية)، لأنه ما من شخص يستعدي إمام الأنصار إلا وخسر هو، لأنه يكون قد فقد الآلاف من أنصار الإمام، ولكن الأمين ظل يعلن في كل محفل ومناسبة، أنه أنصاري يسلك السلوك الأنصاري.
وفي ذات السياق ذكر الأمين في تصريح له على تطبيق خدمة الرسائل السريعة “واتساب” نقلها عنه موقع “خرطوم بوست”، أن على السيد “الصادق المهدي” الاعتذار لعضوية حزب الأمة القومي عن عجزه عن تبني خيار عملي لإسقاط النظام بدلاً عما أسماه التقافز من شعار لآخر، وأتهم “المهدي” بتحويل حزب الأمة القومي لشركة مساهمة مقفلة، له ولبنيه وأسرته الممتدة و لمن ارتضى طاعة عمياء لهم، وقال: إن رئيس “المهدي” هو الوحيد في السودان الذي جاء بكل أفراد أسرته لأجهزة الحزب.
المواجهة
بدأت المواجهة عندما قدم رئيس الحزب الأستاذة الجامعية المقربة من بيت “المهدي” “سارة نقد الله”، إلى موقع الأمين العام، عندها تقدم د.”إبراهيم الأمين” بشكوى إلى مجلس الأحزاب، مطالباً فيها برد الحقوق، ومن ثم فصل مجلس الأحزاب في الشكوى التي قدمها الأمين العام المقال، وطالب الحزب بإعادته إلى موقعه التنظيمي، إلا أن الأمين رفض العودة إلى موقعه، معللاً لذلك :” لجأت لمجلس الأحزاب فقط لكي أحفظ حقي، ولكن غير راغب في العودة مرة أخرى”، ولكن بدأ الصراع يتصاعد عندما بعث رئيس الحزب بطعن في القرار إلى مجلس الأحزاب، مستخدماً دهاءه السياسي، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الإمام، حيث علق المجلس معززاً قراره السابق، عندها صرح “الصادق المهدي” لصحيفة (آخر لحظة)، واصفاً “إبراهيم الأمين” بأوصاف اعتبرها الأخير قدحاً في شخصه، وقال لـ(المجهر السياسي): “لن أقبل أن تمس كرامتي، فأنا رجل أنصاري والأنصارية سلوك، سآخذ حقي بالطرق التي تشبه تربيتي”، عندها اتجه إلى نيابة الصحافة والمطبوعات ،مدوَّناً بلاغاً جنائياً في الصحيفة، وعندما أكدت الصحيفة أن بحوزتها التسجيل الصوتي للإمام الذي يؤكد إدلائه بالتصريحات المنسوبة إليه، أمرت النيابة بإلقاء القبض عليه.
تدخلات
عقد د.إبراهيم الأمين” مؤتمراً صحافياً بمكتبه بوسط الخرطوم، معلناً فيه تنازله عن الشكوى التي قدمت لوكيل نيابة الصحافة والمطبوعات بتاريخ 19\4\2017م، ضد المتهمين، وحينها زار وفد من الحزب وهيئة شؤون الأنصار نيابة الصحافة والمطبوعات ،والتزموا بإحضار الإمام “الصادق المهدي” بعد عودته من الأردن، ومن ثم تنازله عن الشكوى التي رفعها ضد صحيفة (آخر لحظة) ورئيس حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي”، وقال “الأمين” في تصريحات صحفية بمكتبه بالخرطوم أمس: إن شطب البلاغ تم لقناعته الشخصية، بيد أنه قال: لن أتراجع تحت تأثير أي ضغوط، وتابع: شطبت البلاغ احتراماً لكيان الأنصار وليس احتراماً لـ”الصادق المهدي”، مشيراً إلى أنه صبر كثيراً حتى لا يخرب البيت الذي انتمى إليه، وقال: سأحتفظ بحق الرد ولن أوصل الأمر لدرجة الإمام “الصادق” لمزيته، وكشف “الأمين” في التنوير الصحفي الذي عقده بمكتبه بوسط الخرطوم، عن إعداده لكتاب سيصدر قريباً، يتحدث فيه عن الإخفاقات والتجاوزات داخل حزب الأمة.