مجرد سؤال؟؟؟
من ينقذنا من الوضع البيئي المتردي؟؟؟
رقية أبو شوك
ذهبت مطلع هذا الأسبوع لإحدى الصيدليات لشراء بعض الاحتياجات الدوائية الشهرية حيث تفاجأت بالأسعار المضاعفة لمعظم الأسعار بزيادة بلغت أكثر من (100%)، وطرحت على الفور سؤالاً للصيدلاني وقلت له:ـ (معقول ارتفعت الأسعار مابين شهر والآخر بهذه النسبة الكبيرة؟؟) … وكان رده :ـ (أيوه نعم ارتفعت بنسبة كبيرة جداً) …وبينما ما زلت بالصيدلية جاء رجل في العقد الرابع من العمر ويحمل روشتة وبعد أن جهز له الصيدلاني الأدوية قال له :ـ كم الحساب؟؟ فرد الصيدلاني (119) جنيهاً وما كان من المواطن إلا أن قال له:ـ (معليش ما بقدر اشتريها رغم حاجتي الماسة لها) .. خرج من الصيدلية وكله أسى وحزن لكونه لم يستطع توفير قيمة فاتورة العلاج.
هذا نموذج وربما هنالك نماذج أخرى متكررة يومياً أو على مدار الساعة لأن الحال من (بعضو).
نعم ارتفعت أسعار الأدوية بصورة ملفتة الأمر الذي سيزيد من عدم مقدرة المواطنين على الشراء وسينعكس هذا الأمر في ازدياد نسبة المرض التي قد تؤدي إلى الوفاة لأن هنالك أمراضاً (فتاكة وقاتلة) إذا لم يتم استخدام العلاج لها كالملاريا والتايفويد مثلاً … وحتما هنالك الكثيرون الذين لا يستطيعون شراء روشتة الملاريا خاصة بعد أن تزايدت نسبة الإصابة بالملاريا بالبلاد وذلك على حسب الإحصائية التي تم استعراضها أمس الأول (الثلاثاء) في المنتدى الإعلامي الذي نظمته وزارة الصحة الاتحادية بمناسبة اليوم العالمي للملاريا، حيث كشفت الوزارة عن تسجيل مليون و(200) ألف حالة إصابة ملاريا بالبلاد وأنها أي الملاريا تشكل (12%) من دخولات المستشفيات حسب آخر إحصائية.
فـ(12%) تعتبر نسبة كبيرة جداً وربما تكون أكبر من ذلك بكثير لأن هنالك من يكون (قابعاً) بمنزله ولا يستطيع الوصول إلى المستشفى، لأن ضيق ذات اليد تقف عائقاً أمامه.
ارتفعت النسبة والخريف لم يأتِ بعد حيث انتشار البعوض والذي هو المسبب الرئيسي للملاريا.
فالسؤال الذي يفرض نفسه لماذا ارتفاع النسبة؟؟؟ وهل عدم استخدام الناموسيات المشبعة هو السبب وراء انتشار الملاريا؟؟؟ فحتى وإن كانت هي السبب من أين للمواطن بها وهو لا يستطيع توفير أبسط احتياجاته… فلماذا ننتظر الدعم الخارجي لنوفرها مجاناً ؟؟؟
إذن نتوقع نسبة أكبر بعد موسم الأمطار لأن (البعوض) سيتوالد ويتكاثر بعد أن تنعدم عمليات الإبادة والرش.
وقبل الخريف نتوقع أيضاً انتشار المرض لأن هنالك أماكن ومأوى متوفراً لتوالد (البعوض) في ظل مياه الصرف الصحي التي تطفح الآن … أقول هذا وفي البال المياه الآسنة بشارع علي دينار الممتدة جنوباً من شارع السيد عبد الرحمن حتى بعد مستشفى امبريال شمالاً … هذه المياه الآسنة (تزكم الأنف) و(تشمئز منها النفس) ولكنها ما زالت (قابعة) ولم تجد من يصلح (العطب)، وللأسف ما زال ر تدفقها مستمراً استمرت حتى كتابة هذه السطور… فالمارة (اتسخت ملابسهم) والمركبات (تبللك) وأنت عابر لتكتم غيظك وأنت (ساكت) … وهكذا !!!!
أيضاً هنالك شكاوى من منطقة الديوم الشرقية الذين لجأوا للصحف من أجل إيجاد حل لمشكلتهم التي نتجت من تدفق المياه من الخط بشارع الصحافة زلط استمر (13) يوماً دون أن يتم إصلاحه، وترك آثاراً بيئية سالبة على المنطقة ومن بينها هذه الآثار السالبة سيكون انتشار الملاريا وكل الأمراض التي تنتقل عن طريق (البعوض والذباب).
فهل بعد هذا الوضع البيئي المتردي نتوقع انخفاض نسبة الملاريا بالبلاد؟؟؟