رأي

ربع مقال

هكذا العطاء..!
خالد حسن لقمان

ﺧﺮﺝ “ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ” ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ
ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﺮ ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ‏وارفة ﻭﺭﺃﻯ
غلاماً ﻣﻤﻠﻮكاً ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺣﺎﺋﻄﻬﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻛﻠﺐ ﻣﻦ الغلام ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﻠﻘﻲ إﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺑﻠﻘﻤﺔ، ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻟﻘﻤﺔ
 ﻭﻋﻤﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺘﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ولما فرغ الغلام من طعامه  سأله.
 ﻋﻤﺮ :  أﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻛﻠﺒﻚ؟.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻻ، ليس بكلبي.
ﻗﺎﻝ  ﻋﻤﺮ : ﻓلم إذن ﺗﻄﻌﻤﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ؟.
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺘﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺁﻛﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻨﻲ طعامي .
أﻋﺠﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻐﻼﻡ.
ﻓﺴﺄﻟﻪ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺣﺮ ﺃﻡ ﻋﺒﺪ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ..
ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻋﻤﺮ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ووجد الغلام يجلس كما هو فقال له
 : ﺃﺑﺸﺮ ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ﻓﻘﺪ أﻋﺘﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻠﻜﺎَ
لك ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﺿﺎ : ﺃﺷﻬﺪﻙ ﺃﻧﻨﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ فتعجب ﻋﻤﺮ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻐﻼﻡ : ﻋﺠﺒﺎ ﻟﻚ.
ﺃﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻓﻘﺮﻙ ﻭﺣﺎﺟﺘﻚ
إليها؟ .. ﺭﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺑﺜﻘﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ : ﺇﻧﻲ لاﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ  
أن يجود عليَّ بشيء فأﺑﺨﻞ ﺑﻪ على الناس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية