تفاصيل مثيرة في محاكمة الشيخ مدِّعي النبوة

أعلن توبته عن الردة أمام القاضي وصوَّر مقطع فيديو يؤكد توبته
المحكمة غرمته (500) ألف جنيه و(10) آلاف لمعاونيه
تقرير – الشفاء أبو القاسم
شغلت قضية الشيخ “جمال الدين حسن الكاشف” مدَّعي النبوة، الرأي العام وأثارت حفيظة رجال الدين والمجتمع، حيث كان يقيم مركزاً للتداوي بالرقية الشرعية بحي بري شرق الخرطوم، وتوافد عليه أعداد مهولة من الزبائن بالرغم من أن صاحبه لم يكن متخصصاً في الدراسات والبحث في مجال الفقه، حيث أنه دارس لغات وتخصص في اللغة الفرنسية. تفجرت قضية الشيخ بعد أن  نشر مقطع فيديو في اليوتيوب، مدعياً النبوة وأن الله سبحانه وتعالى قد أوحى له أن يقاتل في سبيله، وغيره من الأقوال المسجلة بمعاونة زوجته، وكانت شرطة أمن المجتمع قد تمكنت من الوصول إليه وألقت القبض عليه وتقديمه للمحاكمة تحت طائلة الردة.
في قاعة المحكمة
حددت الجلسة أمس، للفصل في القضية حيث امتلأت القاعة بأعداد هائلة من الحضور،  من عشابين وأفراد شرطة وذوي المتهم ومساعديه، وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، أخذ الكل مقعده وبدأ القاضي في استجواب المتهم، بعد أن عاد إلى رشده وأعلن المتهم توبته أمام القاضي والحاضرين ثلاث مرات، ناطقاً الشهادة ثلاث مرات. واصل القاضي جلسته بتلاوة إدانته ومساعده تحت المواد (12\22\26) من قانون النظام العام.
تفاصيل القضية 
يذكر أن المتهم قام بنشر مقاطع فيديو في اليوتيوب، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمت استتابته أمام جهاز الأمن والمخابرات، حسب إفاداته، أمام المحكمة، وتم تحويله للمحاكمة، وأكد المحقق بشرطة أمن المجتمع أن المتهم قد أرتد، وقال: إن الله أوحى له واختاره وطلب من الناس مبايعته، بعدها تمكنت السلطات من القبض عليه ومن خلال إفادته لدى المحكمة، أقر بأقواله بما جاء في مقطع اليوتيوب على لسانه، معلناً توبته لدى جهاز الأمن والمخابرات، وذكر أنه يعالج بالرقية الشرعية منذ
 أكثر من (9) سنوات، دون ترخيص برسوم علاج للجلسة تصل إلى (20) جنيهاً، للجلسة العامة و(50)  جنيهاً، للأطفال، و(100)  جنيه، للجلسة الخاصة للنساء، و(150) جنيهاً، للجلسة الخاصة للرجال، وأن جلساته بات يحضرها نحو (75) شخصاً، في اليوم حتى أن دخله من تلك الجلسات يومياً يتراوح ما بين (6 -7) آلاف جنيه. وأكد المتهم في سياق أقواله بأنه لا يحفظ القرآن، ورغم ذلك يعقد جلسات العلاج، موضحاً أن مريضة تعالجت على يد الشيخ تعمل معه نظير أجر شهري بلغ (3) آلاف جنيه، أقرت المريضة أن المركز ليس له تصديق للعمل.. أما المتهم الرابع فهو أحد مرتادي المركز، وأفاد بأنه يتلقى العلاج بالرقية الشرعية عن طريق الضغط على العيون نسبة لأنه يعاني من الحسد والعوارض والعين.
المعروضات بحوزة الشيخ
المعروضات التي وجدت بحوزة المتهم عبارة عن ذاكرة بداخلها مقاطع للشيخ يتحدث فيها عن نبوته، والآخر فيه علاج لشخص مريض يمارس فيه العلاج عن طريق ضغط أصابع القدم  بمعلقة، مدعياً  قطع أوصال الشريان الذي يستمد منه الجان قوته في الجسد، بالإضافة لهاتف المتهم الذي يحتوي على رسائل وقوارير بداخلها محاية، بالإضافة لمبلغ (3850) جنيهاً، ودفتر يحوي أسماء المرضى، وضبطت مناديل ورقية وأكياس نفايات وملايات وسجادات الصلاة.
تفاصيل مقطع الردة
 المقطع الذي أدعى فيه المتهم نزول الوحي عليه من خلال استعراضه في المحكمة يظهر فيه المتهم وهو جالس وابتدر حديثه: (يقول الله تعالى:  اعلموا يا عبادي ما خلقت فيكم مثل هذا الشيخ – يشير إلى نفسه – هذا الشيخ يقاتل في سبيلي ويأمر بأمري وينهي عن منكري ويسابقني سباق الأبرار ويتم أمري – أنا الله العزيز والنور الذي لا يقهر وأنا الفصل الذي لا يبتر وأنا السلام والتقوى وزاد الإيمان، كونوا لهذا الشيخ أمراء يكن لكم ملكاً وأتموا بأمره الصلاة والسلام وأنا ربكم – هذه بيعة من ربكم على أن أكون أميركم فبايعونني– وقال المتهم – جاءني من الله أن الخير كل الخير فيمن تعجل بالانضمام له والشر كل الشر فيمن تأخر، وجاءني من الله أنه لن ينفع صاحب إيمان إيمانه ضعيف ولا صاحب علم علمه ولا صاحب قوة قوته ولا صاحب سلطان سلطانه إن كان علم بهذا الأمر ولم يلبِّ أمر ربه ويبايعني).
ليلة القبض على مدِّعي النبوة
 مباحث أمن المجتمع رصدت معلومات دقيقة عن إدعاء المتهم للنبوة، بجانب تصويره لمقطع فيديو نشر على يوتيوب يدَّعي فيه أن الله أنزل عليه الوحي بأن يقاتل قبيلة، كما أوحى إليه بأنه خير خلق الله، وقد توصلت المباحث إلى مركز إقامة المتهم للعلاج بالقرآن ببري وداهمته حيث ألقت القبض عليه ودوِّن في مواجهته بلاغاً وأحيل إلى محكمة الشرقي بأركويت وكان القاضي قد طالبه أن يصوِّر مقطع فيديو مماثل يتبرأ فيه من إدعاءاته، وينشره في الانترنت ووجه أسئلة إلى زوجة المتهم بخصوص إدعائه فأجابت بأنها مؤمنة برسالة زوجها وما أدعى فطالب الشاكي بضمها للبلاغ، موضحاً أنها ساعدت زوجها بنشر المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي. يذكر أن المتهم خريج إحدى الجامعات العريقة قسم اللغة الفرنسية.