التهاب الكبد الوبائي ….القاتل الصامت
ولاية الجزيرة سجلت أعلى نسب الإصابة
تقرير – فاطمة عوض
ارتفعت حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي (سي) بصورة مقلقة بالبلاد وأصبحت معظم الأسر تعاني من إصابة أحد أفراد الأسرة، ووصل عدد الحالات بالسودان مليون و(300) حالة بنسبة (3%) مما تسبب في حالة من المخاوف والتوتر، علماً بأن المرض يؤدي إلى الوفاة الحتمية خاصة في ظل عدم وجود دواء ناجع لعلاج المرض بالسودان حتى الآن. ويسبب المرض فيروس الكبد الوبائي (سي) وهو أخطر الأنواع وينتقل عن طريق الدم والاتصال الجنسي المباشر.
أطلق الأطباء على مرض التهاب الكبد الوبائي اسم (القاتل الصامت) باعتبار أن أعراض المرض لا تظهر إلا في حالات متأخرة وتسبب مضاعفات المرض تليف الكبد والقيء الدموي والفشل الكلوي، وأكدوا أن خطورة المرض تكمن في عدم ظهور الأعراض وتأخر المواطنين في إجراء الفحص الطبي، إلا في حالات السفر والتقديم لوظيفة، الأمر الذي أدى لتفاقم المشكلة. وحذر أطباء ومختصون من انتشار فيروس الكبد الوبائي وانتقاله من دول الجوار خاصة البوابة الشمالية.
فيروس الكبد الوبائي (سي) هو من الفيروسات الصامتة التي تقوم بتدمير الكبد وغالباً يجهل الشخص المريض إصابته بالمرض وذلك نتيجة أن حوالي (90%) من المرضى المصابين بفيروس الكبد الوبائي سي، لا تظهر لديهم أي أعراض للمرض ومعظم مرضى فيروس سي لايدركون إصابتهم بالمرض إلا بعد مرور أعوام طويلة من الإصابة، وتلف الكبد بشكل كبير وعدم قيامه بوظيفته. ويكتشف المريض إصابته بفيروس سي مبكراً في بعض الأحيان، وذلك في حالة قيامه بالتبرع بالدم حيث يتم اكتشاف الفيروس عن طريق فحص الدم قبل التبرع.
وأكدت نتائج المسوحات التي أجريت تسجيل ولاية الجزيرة أعلى نسبة إصابة بالفيروس حيث بلغت (4%) وولايات دارفور وكردفان (3%)، فيما سجلت الولايات الشمالية والجنوبية أعلى نسبة إصابة بالمرض وسجلت الخرطوم نسبة إصابة بلغت (5’1%) والبحر الأحمر(1%).
وبدأت وزارة الصحة الاتحادية في التطعيم ضد المرض منذ عام 2007 في عهد الوزيرة “تابيتا بطرس” في أعقاب وفاة مذيع جراء المرض، وقادت الوزيرة بنفسها حملة التطعيم التي انطلقت من مباني الإذاعة والتلفزيون بتطعيم كل الكوادر ضد التهاب الكبد الفيروسي. وقال د.”ياسر إبراهيم” المدير العام للمؤسسة الصحية العالمية في سمنار العقار الجديد لعلاج الفيروس والذي قدمته الشركة المصرية المصنعة للعقار، إن السودان مواجه بتدفقات كثيرة على حدوده من قبل النازحين واللاجئين، مما يتطلب رفع الوعي وتكثيف الحملات لاكتشاف المرضى، مشيراً إلى أن المسوحات أثبتت أن مناطق التعدين والولايات الحدودية بها أعلى نسبة إصابة خاصة أن بعض دول الجوار بها هذا الفيروس، لافتاً إلى اكتشاف حالات وسط معسكرات اللاجئين في النيل الأبيض وفي الحدود مع تشاد. ونوه د.”ياسر” إلى أن الشركة المصرية المنتجة للعقار ستقوم بتسجيل وإنتاج العقار بالبلاد، لافتاً إلى أن العقار حقق نسبة نجاح (١٠٠%) للقضاء على الفيروس خلال (12) أسبوعاً. وشدد عل ضرورة تكثيف التوعية المبكرة بخطورة المرض.
وكشف د.”ياسر إبراهيم” عن ترتيبات لإدخال عقار حديث أمريكي من الجيل الثاني لعلاج مرض التهاب الكبد الوبائي، وأكد بدء إجراءات تسجيل (100%) وجد فاعلية في مصر. وحذر د.”ياسر” لدى مخاطبته ورشة أمل جديد لعلاج الكبد الوبائي من انتشار المرض من الحدود الشمالية والغربية والجنوبية. وأكد إجراء مسح مبدئي أظهر أن المرض ينتشر في نهر النيل والشمالية والبوابة الجنوبية وسط معسكرات اللاجئين في النيل الأبيض ومناطق التداخل. وقال إن المؤسسة تكثف برامج النشر والتوعية لاكتشاف المرض مبكراً، وكشف عن اتجاه لإطلاق شراكة مع الجهات المختصة لتكثيف التثقيف الصحي لخطورة المرض الذي يمكن أن يتحول لسرطان الكبد والتقليل من أطراف الولايات البعيدة، منوهاً إلى أنه تم تدريب لكيفية الفحص الحديث للفيروس. وشدد على ضرورة الفحص المبكر وعدم ربطه بالسفر أو التقديم لوظيفة. وأكد العمل على توفير العلاج بصورة ميسرة.
من جانبه أكد د.”عمرو قاسم” ممثل الشركة المصرية وضع خطة للقضاء على المرض في 2020، مشيراً لمعالجة ما يقارب مليون و 200 شخص بالعقار الجديد في مصر، فيما تبقى (9) ملايين مصري مصابون ولا يعرفون. وقال إن أكثر الإصابات كانت قي عام 2009 بإصابة (14,7%) حالة من تعداد السكان معظمهم فوق الـ(40) عاماً. وأشار إلى أن التهاب الكبد الوبائي فيه (6) أنواع جينية وتم تصنيع دواء في 2013 وكانت نسبة نجاحه (73%)، مشيراً لحدوث نقلة نوعية في علاج المرض منذ 2014 وأكد أن العقار الجديد من الجيل الثاني والعقار رقم واحد على مستوى العالم، منوهاً لوجود إشكالات تواجه الدواء منها الحقوق الملكية للشركة المصنعة. وأكد ارتفاع سعر الدواء الذي يبلغ 94500 دولار في أمريكا مقارنة مع السودان 400 دولار. وأكد أن مضاعفات المرض تؤدي لوفاة 4 حالات يومياً. وقال د.”عمرو” إن مصر نجحت في علاج أكثر من 1,2 مليون مريض من جملة (9) ملايين مصاب بالفيروس منذ استخدام العقار. وأكد أن مصر سجلت أعلى نسبة بالمنطقة العربية وقرع ناقوس الخطر بأن المرض منتشر لحد كبير بمصر، ونوه لظهور عقارات جديدة للقضاء على الفيروس إلا أن العقار من الجيل الثاني هو الحلم الذي أصبح حقيقة. وأضاف (عندما كنت نائب اختصاصي باطنية بجامعة عين شمس كانت تحدث خمس حالات وفاة يومياً، وأن الفيروس له مضاعفات عديدة منها تليف الكبد وسرطان الكبد. وعزا انتشاره في سبعينيات القرن الماضي لارتباطه بحملة القضاء على البلهارسيا، وأنه حالياً تنتظم حملات في جميع محافظات مصر للكشف المبكر بدعم من الدولة والجهات الخيرية، لافتاً إلى تحديث العقار من قبل نفس الشركة واعتبره نقلة نوعية في علاج المرض.