عابر سبيل
(مالو بلدنا شن عيبها)؟
ابراهيم دقش
يسأل ذلك السوداني بكل إباء وشمم، وبكل صفاء السوداني “وهيجانه” وبكل إقدامه وشجاعته، وبكل افتخاره بنفسه وببلده (مالو بلدنا شن عيبها)؟… أي ماذا يعيب بلدنا؟، وهو نوع من التحدي لإعلام الغرب الذي سامنا العذاب، كذباً وافتراءً وتصويراً وكذوباً، ولأصوات “سودانيين” اسماً في الخارج ينتعلون وجه السودان، يبيعونه ويشرونه في أسواق “العمالة”.. والسؤال وجيه: ماذا يعيب بلدنا؟.
وصدقوني إني اكتشفت أن بلدنا هذه عابها وباعها (سياسوها) و (ومتسيسوها) الذين هيأت لهم الحكومة القائمة أجواء حوار وطني شامل و كامل، يكفي أنه ضم (116) حزباً، وحركة مسلحة.. وهذه العددية نفسها “مخجلة” فليس في بلد من بلدان الديمقراطية والحريات والديمقراطيات الراسخة أكثر من حزبين تقليديين وربما ثلاثة.. فهل نحن “عبثيون”؟ هل نحن غير جادين؟ هل نحن (القندول الذي شنقل “الريكة” في العالم) ؟
.. فحكومة الوفاق الوطني المرتقبة والمنتظرة مفترض في تقديري الشخصي أن تكون حكومة شراكة مسؤولة تنتفي فيها الجهويات والقبلية والمحاصصة والترضيات، لأن الشراكة المسؤولة لا تعبأ بالوزن الرقمي أو السياسي أو الافتراضي حتى.. فمن يدخل يتم تمثله (رمزياً) وهذه هي الجزئية التي لم تفهمها الأحزاب.. أحزاب “الفكة” وأحزاب عضويتها ركاب بولمان وأحزاب الصوت المرتفع وأحزاب (كأنك أنت مافيش). أما الحركات المسلحة فخير لها ولنا أن تتعاطى مع (واقعها) الذي نعلمه وتعلمه هي.
لقد سعدت حقيقة بمحادثة هاتفية من الأخ “سيف الدين” عضو لجنة الحريات والحقوق الأساسية في الحوار الوطني التي كنت مقررها، فقد قال لي حرفياً وبكل الصدق: نحن نشكرك أنت ومولانا “عبيد حاج علي” وبروفيسور “علي شمو” لأنكم تحملتونا حين غضبنا وحين صرخنا وحين رفعنا أصواتنا.. فنحن لم نكن نسعى لمناصب بقدر ما عملنا من أجل ثوابت وقناعات وطنية.
لا تتصوروا كم كانت سعادتي بتلك المحادثة الهاتفية لأنها لفتت النظر إلى القضية.
(ومالو بلدنا شن عيبها)؟.